مسألة الرؤية والتجسيم والتصوير ، وكان منهج الأئمة عليهالسلام هو أنهم يتحدثون بلغة القرآن وباُسلوبه وبمفرادته في العقيدة ، ليوجّهوا الناس إلى الأخذ بالعناوين الكبرى في العقيده من القرآن الكريم لا من غيره.
فعن يعقوب بن إسحاق ، قال : « كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام أسأله : كيف يعبد العبد ربّه وهو لا يراه ؟ فوقّع عليهالسلام : يا أبا يوسف ، جل سيدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يُرى ».
قال : وسألته : « هل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ربه ؟ فوقّع عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ » (١).
وعن سهل بن زياد ، قال : « كتب إلى أبي محمد عليهالسلام سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد » وهذا يدلّ على أن الجدل الكلامي في التوحيد كان يدور حتى في أوساط أتباع أهل البيت عليهمالسلام « فمنهم من يقول هو جسم ، ومنهم من يقول : هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه ، فعلت متطولاً على عبدك ؟ » والعبودية هنا من باب التواضع.
« فوقّع بخطّه عليهالسلام : سألت عن التوحيد ، وهكذا منكم معزول ، الله واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم ، ويصور ما يشاء وليس بصورة جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه أن يكون له شبه ، هو
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٩٥ / ١ ـ باب ابطال الرؤية من كتاب التوحيد ، التوحيد / الشيخ الصدوق : ١٠٨ / ٢ ـ باب ما جاء في الرؤية.