قال سبط ابن الجوزي في ترجمة الإمام عليهالسلام : « كان عالماً ثقة ، روى الحديث عن أبيه عن جده ... ومن جملة مسانيده حديث في الخمر عزيز ، ذكره جدّي أبو الفرج في كتابه المسمى ( تحريم الخمر ) ونقلته من خطه وسمعته يقول » ثمّ أورد الإسناد من جده إلى أحمد بن عبد الله السبيعي ، عن الحسن بن علي العسكري عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن اللوح المحفوظ ، ولفظ الحديث « شارب الخمر كعابد الوثن ».
قال : « ولما روى جدّي هذا الحديث في كتاب ( تحريم الخمر ) قال : قال أبو نعيم الفضل بن دكين : هذا حديث صحيح ثابت روته العترة الطيبة الطاهرة ، ورواه جماعة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم : ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأنس ، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي في آخرين » (١).
ثالثاً : تنشئة جيل من أصحابه الرواة والفقهاء والمؤلفين ، ولا ريب أن دور الإمام عليهالسلام وملامح عمله تنكشف من خلال عمل أتباعه المعتمدين ، ويتعمق ذلك بمقدار اشتداد الظروف الداعية إلى السرية والاحتجاب.
وقد حرص الإمام العسكري عليهالسلام على الإتصال بأقطاب مدرسة آبائه عليهالسلام من خلال ممثلية من القيّمين والوكلاء المنتشرين في البلدان ، باتباع اسلوب المكاتبة والمراسلة ، وكان عليهالسلام يتبع مختلف الوسائل لإضفاء طابع السرية على الاتصال بهم ، حتى ورد أنه عليهالسلام كان يضع الكتب في خشبة كأنّها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف ، ويدفعها إلى أحد الخدم ليوصلها إلى العمري ، كما
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٣٢٤.