الفصل السابع
شهادة الإمام العسكري عليهالسلام
ذكرنا أن الإمام العسكري عليهالسلام كان بصدد تهيئة شيعته لعصر الغيبة ، وكان من جملة أفعاله في هذا الاتجاه أنه نعى نفسه المقدسة لأصحابه في أكثر من مناسبة ، وكتب كتباً لهم قبل ليلة من وفاته ، كي لايفجأهم الأمر ولا يهولهم الاختلاف الحاصل بسبب الانتقال من الإمامة الظاهرة إلى عصر الإمامة الغائبة.
فقد ورد عن المسعودي : « أنه أمر أبو محمد عليهالسلام والدته بالحج في سنة ٢٥٩ ، وعرّفها ما يناله في سنة (٢٦٠) ، وأحضر الصاحب عليهالسلام فأوصى إليه ، وسلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه ، وخرجت اُمّ أبي محمد مع الصاحب عليهالسلام جميعاً إلى مكة ، وقبض عليهالسلام في شهر ربيع الآخر سنة ٢٦٠ ه » (١).
وعن محمد بن أبي الزعفران ، عن اُمّ أبي محمد عليهالسلام قالت : « قال لي أبو محمد يوماً من الأيام : تصيبني في سنة ستين حزازة أخاف أن أنكب فيها نكبة ،
__________________
(١) إثبات الوصية : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣٣٦ / ١٣ عن عيون المعجزات مسنداً عن أحمد بن إسحاق بن مصقلة.