القاضي والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده ... » (١).
فهذا الخبر يدلّ على أن المعتمد لم يكن بريئاً من دم الإمام عليهالسلام ، لذلك أراد من خلال تلك الاجراءات المذكورة في الخبر أن يدفع التهمة عن نفسه ويبقي ثوبه نقياً منها على المستوى العام الذي يشير إليه باصبع الاتهام ، وذلك بادعاء موته عليهالسلام حتف أنفه مع الاشهاد على ذلك ، ولو لم يكن ضالعاً في تلك الجريمة النكراء ، لما طلب من أول وفد أرسله إلى دار الإمام بملازمته وتعرف خبره وحاله ، لأنّه في ذلك يجزم بموت الإمام عليهالسلام ولا يبدي أدنى احتمالٍ في شفائه ، سيما وأنه شاب قوي البنية لا تؤثر في مثله الأمراض عادة ، كما أنه عيّن جماعة يترقّبون موته لكشف السرّ الذي لا زال يحتفظ به الإمام عليهالسلام منذ خمسة أعوام ، وهو المهدي عليهالسلام الذي أخفى مولده وستر أمره ، لصعوبة الوقت وشدة طلب السلطان له واجتهاده في البحث عنه ، من هنا فقد أمر السلطان قبل كلّ شيء أن تُفتَشْ داره ويختم على محتوياتها ، وأن يُطلَب أثر الولد ، وحينما تعييهم الوسائل يقبضون على اُمّ الإمام المهدي عليهالسلام ( صقيل ) ولم تنج من قبضتهم إلا بعد سنتين أو أكثر لجملة أحداث شغلتهم عنها.
روى الشيخ الصدوق والطبري الامامي عن محمد بن الحسين بن عباد ، قال : « قدمت اُم أبي محمد عليهالسلام من المدينة واسمها ( حديث ) حين اتصل بها الخبر إلى سرّ من رأى ، فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر ومطالبته إياها بميراثه وسعايته إلى السلطان وكشفه ما أمر الله عزوجلّ بستره ، فادّعت عند ذلك صقيل أنها حامل ، فحملت إلى دار المعتمد ، فجعل نساء المعتمد وخدمه
__________________
(١) إكمال الدين ـ المقدمة : ٤٢ ـ ٤٣.