على الناس الخوف والجوع (١).
وقال اليعقوبي في حوادث سنة ٢٥٢ ه : وغلت الأسعار ببغداد وسرّ من رأى حتى كان القفيز بمائة درهم ، ودامت الحروب ، وانقطعت الميرة وقلّت الأموال (٢).
وذكر الطبري وغيره حوادث سنة ٢٦٠ ه أنه في هذه السنة اشتدّ الغلاء في عامة بلاد الاسلام ، فانجلى عن مكة من شدّة الغلاء من كان بها مجاوراً إلى المدينة وغيرها من البلدان ، ورحل عنها عاملها الذي كان بها مقيماً وهو بُريه ، وارتفع السعر ببغداد ، فبلغ الكرّ الشعير عشرين ومائة دينار ، والحنطة خمسين ومائة ، ودام ذلك شهوراً (٣).
أما الأمراض والأوبئة التي غالباً ما تكون من إفرازات الحروب وتردي الأوضاع الاقتصادية ، فقد تحدث عنها المؤرخون كثيراً في هذا العصر. قال السيوطي مشيراً إلى أيام المعتمد ( ٢٥٦ ـ ٢٧٩ ) : وفي أيامه دخلت الزنج البصرة وأعمالها وأخربوها وبذلوا السيف وأحرقوا وخربوا وسبوا ، وجرى بينهم وبين عسكره عدة وقعات ... وأعقب ذلك الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق ، فمات خلق لا يُحصون (٤).
ويبدو أنه قد بلغ التدهور أوجه في أيام المعتمد ، ففي حوادث سنة ٢٥٨ ه
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٩.
(٣) تاريخ الطبري ٩ : ٥١٠ ، الكامل في التاريخ ٦ : ٢٤٨ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٥٤٣ ، البداية والنهاية ١١ : ٣١.
(٤) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٨٢.