وثقل الحديد (١) ، وقسوة العمال وظلمهم (٢) ، والفقر وقلّة ذات اليد (٣) ، فيهرع عليهالسلام إلى سلاح الأنبياء ليعينهم بالدعاء على نوائب الدهر.
وبلغت قسوة العمال أشدّها معهم ، فكان موسى بن بغا يعاقب بألف سوط أو القتل (٤) ، وللإمام عليهالسلام دعاء طويل قنت فيه عليه لما شكاه أهل قم لظلمه وجوره ، وطلب منهم أن يقنتوا عليه كذلك (٥).
وتعرّض كثير منهم للمطاردة والسجن ، وقد أشار ابن الصباغ المالكي إلى ذلك في معرض حديثه عن الخلف الحجة عليهالسلام حيث قال : « خلّف أبو محمد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدّة طلب السلطان وتطلّبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم » (٦).
وسجن بعضهم مع الإمام العسكري عليهالسلام ، وكان منهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، والقاسم بن محمد العباسي ، ومحمد بن عبيد الله ، ومحمد بن
__________________
(١) راجع : أصول الكافي ١ : ٥٠٨ / ١٠ ـ باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام ـ من كتاب الحجة.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٦.
(٣) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٨ ، كشف الغمة / الاربلي ٣ : ٣١٤ ـ دار الأضواء ـ بيروت ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ٢ : ١٠٨٣ ـ دار الحديث ـ قم ـ ١٤٢٢ ه ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٢ / ٦٦.
(٤) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٠ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٨٢ / ٥٩.
(٥) مهج الدعوات : ٦٧ ، بحار الأنوار ٨٥ : ٢٣٠.
(٦) الفصول المهمة ٢ : ١٠٩١.