وإن كان مهموزا ـ ولم يذكره المصنف هنا ـ كان مصدره على «تفعيل» وعلى «تفعلة» (١) نحو : «خطّأ تخطيئا وتخطئة ، وجزّأ تجزيئا وتجزئة ، ونبّأ تنبيئا وتنبئة».
وإن كان على «أفعل» فقياس مصدره على «إفعال» نحو : «أكرم إكراما ، وأجمل إجمالا ، وأعطى إعطاء» ، هذا إذا لم يكن معتل العين ، فإن كان معتل العين نقلت حركة عينه إلى فاء الكلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث غالبا نحو : «أقام إقامة» الأصل : إقواما ، فنقلت حركة الواو إلى القاف ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث ، فصار «إقامة» وهذا هو المراد بقوله : «ثم أقم إقامة» ، وقوله : «وغالبا ذا التا لزم» إشارة إلى ما ذكرناه من أن التاء تعوّض غالبا ، وقد جاء حذفها كقوله تعالى : (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(٢).
وإن كان على وزن «تفعّل» فقياس مصدره «تفعّل» (٣) ـ بضم العين ـ نحو : «تجمّل تجمّلا ، وتعلّم تعلّما. وتكرّم تكرّما».
وإن كان في أوّله همزة وصل كسر ثالثه وزيد ألف قبل آخره سواء كان على وزن : «انفعل. أو افتعل. أو استفعل» : نحو «انطلق انطلاقا ،
__________________
(١) الكثير مجيء المصدر على «تفعلة».
(٢) وردت في آيتين كريمتين ، الأولى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ، وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ ، وَإِيتاءَ الزَّكاةِ ...) الآية الأنبياء (٧٣) ، والثانية : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) النور (٣٧). والشاهد حذف التاء إن كان المصدر مضافا لأن الإضافة كالتعويض عن التاء. ولذا كان حذفها دون إضافة غير فصيح.
(٣) أي قياس مصدر ما بدىء بتاء زائدة أن يضم رابعه كتكرّم تكرّما ، وتدحرج تدحرجا وتناصر تناصرا ، إلا إذا كانت لامه ياء فيكسر الحرف المضموم ليناسب الياء نحو : توانى توانيا.