ويروى عن المبرد أنه قال : الإسحمان اسم شجر ، ورأيت بعض أهل اللغة أيضا فسر الأسحمان الأسود ، وذلك غلط ، إنما الأسود الأسحم والذي يروى عن المبرد غلط أيضا ، إنما الشجر يقال له : الأسحمان بالضم ، وهو شجر يبقى على الجدب ، وأنشد الأصمعي :
ولا يزال الأسحمان الأسحم |
|
تلقى الدواهي تحته ويسلم (١) |
" الإضحيان" المضي ، يقال : " ليلة أضحيانة" أي مضيئة ، " والأنبجان ، يقال : عجين أنبجان" إذا كان سقي ماء كثيرا وأحكم عجنه ، " والأرونان" الشديد ، " يقال يوم أرونان إذا كان شديدا قال النابغة الجعدي
فظل لنسوة النعمان منا |
|
على سفوان يوم أرونان. |
وكان بعض الناس ينكر هذا ويزعم أن القصيدة مجرورة أولها :
ألا أبلغ بني خلف رسولا |
|
أحقا أن أخطلكم هجاني |
فهذا يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون قد أقوى ، والأخر أن يكون نسب النعت إلى نفسه ، والعرب قد تفعل هذا ، كما قال العجاج :
والدهر بالإنسان دواري |
|
أفنى القرون وهو قعري |
أراد الدهر بالإنسان دوار" والإمدان" بقية الماء في الحوض ، ويقال : الإمدان النز ، قال الشاعر :
فأصبحن قد أقهين مني كما أبت |
|
حياض الإمدان الظماء القوامح |
والإربيان هو الذي يسميه العامة الروبيان ، واليوم" الأربعاء" ، ذكر سيبويه فيه لغتين : الأربعاء والأربعاء ، والأربعاء عنده جمع وهو من أبنية الجمع نحو" أصفياء وأنصباء" ، وقال صاحب كتاب الفصيح : الاختيار الأربعاء ، وقد ذكر أيضا عن الأصمعي ، وضبيا ، اسم وصفة ، فأما كونها اسما فلأنها الأرض التي لا نبات بها ، وهي أيضا المرأة التي لا ينبت لها ثدي ، وهي أيضا المرأة التي لا تحيض وفيه لغتان : مقصور وممدود ، يقال : ضبياء مثل حمراء ممدود غير منصرف ، وضبيا مقصور ومنصرف مهموز والهمزة في ضبياء زائدة ، وذلك أنهم يقولون : ضبياء مثل حمراء ، فالهمزة التي فيها للتأنيث ، ويحذفون الهمزة بعد الياء ، فعلمنا أنها زائدة.
قال الزجاج : ضبيا فعيل ، وهو مشتق من ضاهات ، أي شابهت وفيها لغتان : الهمز
__________________
(١) انظر الكامل ٣ / ٤٠٧ ، الخصائص ١ / ٢٢٩.