وقال : " وجاء في الكلام على فعلاء نحو قوباء" فإن قيل : لم جعل الواو في قوباء أصلية فجعلها عين الفعل وهو قد قال : طومار وسولاف إنهما على فوعال فجعل الواو زائدة ، قيل له : أما طومار فإنه جعل الواو زائدة ، لأن من حكم الياء والواو والألف إذا وجدناهن في شيء من الكلام ووجدنا سواهن ثلاثة أحرف قضينا عليهن بالزيادة لكثرة ما وجدناهن زوائد إلا أن يدل دليل على أنها أصول ، وطومار قد وجدنا سواهن ثلاثة أحرف ، وهي الطاء والميم والراء فقضينا على الواو والألف بالزيادة. وأما قوباء فهي معنى قباء ، وقوباء فعلا فثبت أن الواو أصلية ، وأيضا فإنه مشتق من القوب ، والواو أصلية وذكر فيعال فقال" شيطان" ، فجعل النون أصلية وجعله مشتقا من شطن ومعناه البعد ، فكأن الشيطان هو المبعد في الشر ، وقد قال الشاعر :
أيما شاطن عصاه عكاه |
|
ثم يلقى في السجن والأغلال |
وقد قال بعض أهل اللغة الشيطان فعلان والنون زائدة والياء أصلية ، وهو مشتق من شاط يشيط ، وشاط معناه هلك ، فكأنه الهالك خبثا وتمردا.
قال : " وتلحق خامسة" ، يعني الألف مع زيادة غيرها لغير التأنيث ، ولا يلحق خامسة في بنات الثلاثة إلا مع غيرها من الزوائد ، لأن بنات الثلاثة لا تصير به عدة الحروف أربعة إلا بزيادة ، لأنك تريد أن تجاوز الأصل ؛ يعني أنها تلحق مع زيادة أخرى ذوات الثلاثة لغير التأنيث ، وإنما تتبين الألف التي هي للتأنيث من التي لغير التأنيث بالتنوين ، لأن ألف التأنيث لا يدخلها تنوين كقولك : هذه حبلى وحبارى وزمكى وما أشبه ذلك. والألف التي لغير التأنيث يدخلها التنوين كقولك : حنبطى وملهى وما أشبه ذلك.
وإنما دخلها التنوين لأن الأصل فيها إما ياء وإما واو ، وقعت طرفا وانفتح ما قبلها ، وذلك قولك : حبنطى وقرنبى ، والأصل فيه حبنطي ، فانقلبت الياء ألفا وبقي التنوين الذي كان فيه.
وقوله : " ولا تلحق في بنات الثلاثة إلا مع غيرها من الزوائد".
فلقائل أن يقول : إن هذا كلام لا فائدة فيه ، لأنا قد علمنا أنه لا يدخل حرف على ذوات الثلاثة فيصر خامسا منها إلا ومع ذلك الحرف الخامس حرف آخر ، وإلا ما كان يصير خامسا. فالذي عندي أنه أراد بذلك أن الألف إذا كانت خامسة لغير التأنيث في ذوات الثلاثة فمنعها غيرها من الزوائد التي لم تدغم في حرف من الاسم كما قد يكون