فلذلك لم تسقط في التثنية كما سقطت في غيرها ، وما يسقط فيزول معناه ويلتبس بمعنى آخر أشد مما يسقط فيلتبس إعرابه قال :
" وأما حذف الياء التي قبلها كسرة فقولك : هو يرمي الرجل ويقضي الحق وأنت تريد يقضي ويرمي كرهوا الكسرة كما كرهوا الجر) في قاض ، والضم فيه كما كرهوا الرفع فيه ولم يكونوا ليفتحوا فيلتبس بالنصب ، لأن سبيل هذا أن يكسر فحذفوا حيث لم يخافوا التباسا".
قال أبو سعيد : يريد أنهم إذا قالوا يقضي الرجل ويرمي الرجل فلا بد لهذه الياء من أن تسكن فتحذف لاجتماع الساكنين وهو الذي عقد عليه الباب ، أو تحرك ، فإن حركت بالكسر صار بمنزلة قولنا مررت بقاضيك وكسرة الياء التي قبلها كسرة مستثقلة والعرب تسكنها في حال الكسر ولم تكن لتضم ، لأن الضمة فيها مستثقلة كما استثقلوا الضم في رفع القاضي حين لم يقولوا هذا قاضيك ، وكرهوا الفتح في قولك : هو يرمي الرجل ، لم يقولوا يرمي الرجل ، لأنهم لو فتحوه لالتبس بالمنصوب ، ولأن اجتماع الساكنين لا يوجب الفتح. قال :
" وأما حذف الواو التي قبلها حرف مضموم كقولك : يغزو القوم ويدعو القوم ، فكرهوا الكسر كما كرهوا الضم هناك ، وكرهوا الضم كما كرهوا الكسر في يرمي".
قال أبو سعيد : يريد أنّا لو كسرنا الواو في يغزو لثقل ، لأنه واو قبلها ضمة كما كرهوا الضم في الياء التي قبلها كسرة ، وكرهوا الضم في يغزو القوم كما كرهوا الكسر في مررت بقاضيك وهذا يرمي الرجل قال :
" وأما اخشوا القوم ورموا الرجل واخشى الرجل فإنهم لو حذفوا لالتبس الواحد بالجميع والأنثى بالذكر وليس هنا موضع التباس".
قال أبو سعيد : يريد أن الواو المفتوح ما قبلها والياء المفتوح ما قبلها لا تسقط لاجتماع الساكنين ، لأنها لو سقطت لأوقعت لبسا ، لأنك لو قلت اخشوا زيدا ثم قلت اخشوا القوم لو أسقطت واو الجمع للساكن الذي بعدها لقلت اخش القوم على لفظ الواحد ، فتجنبوا هذا ، وكذلك تقول للمرأة اخشي زيدا ، فلو قلت اخش القوم وحذفت الياء لاجتماع الساكنين لبقيت الشين وحدها مفتوحة على لفظ الواحد المذكر.
" ومع ذلك أن قبل هذه الواو والياء أخف الحركات".