فكأنهما حرفان من موضعين متقاربين الأول منهما ساكن نحو : وتد" يعني أن التثقيل في خطوة وخطوات ومدية ، ومديات يستخف ؛ لأن الضمة في خطوات من جنس الواو ، والكسرة في مديات من جنس الياء ؛ فاللسان بهما يعمل من جهة واحدة ، وإذا كانت جروة لم تقل جروات ؛ لأن الكسرة مع الواو كأنهما من موضعين متقاربين والواو والياء بمنزلة حرفين متقاربين وإن كانا من مخرجين متباعدين لما يجمعهما من شركة المد واللين ، وغير ذلك ، ومثله بالتاء والدال من وتد لأنهما متقاربان.
قال : «وفعللة من رميت بمنزلة فعلوة».
وتفسيرها تفسيرها (١) يعني أنك إذا بنيت فعللة من رميت قلت : رموة والأصل : رميية ، وقلبت الياء الأخيرة واوا للضمة التي قبلها.
قال : «وتقول في ملكوت من رميت رموة ، ومن غزوة غزوة تجعل هذا بمنزلة فعلوا ويفعلون كما جعلت فعلان بمنزلة الاثنين وفعليل بمنزلة فعلى وذلك قولك ارميا جاءوا بها على الأصل كراهية إلتباس الواحد بالاثنين».
قالوا : رحوى ولم يحذفوا ؛ لأنهم لو حذفوا التبس ما العين فيه مكسورة بما العين فيه مفتوحة ، أما إذا بنيت من رميت مثل ملكوت ، والأصل فيه رميوت فقلبت الياء ألفا لتحركها ، وانفتاح ما قبلها ؛ فاجتمع ساكنان واو ملكوت والياء التي قبلها فحذفت الياء فبقيت رموت ، وكذلك من غزوت غزوة ؛ فقلبت الواو الأولى ألفا ؛ لانفتاح ما قبلها وتحركها ، ثم أسقطتها لاجتماع الساكنين فبقي غزوت وهذا البناء بمنزلة الجمع ؛ لأنك تقول في جمع رميت وغزوت رموا وغزوا والأصل رميوا وغزووا وفعل بالواو والياء ما ذكرناه لما استثقل الضم عليهما ؛ فلهذا قال : يجعل بمنزلة فعلوا.
وقوله : «كما جعلت فعلان بمنزلة فعلا».
يعني : أنك لو بنيت فعلان من رميت وغزوت لقلبت رميان وغزوان ، ولم تكن تحذف الواو والياء لأنهما قد انفتحتا فصارا بمنزلة فعلا يعني لو بنيت فعليل من رميت لقلبت رموي والأصل رمي وقد مضى.
وقوله : «وقالوا : رحوى ، ولم يحذفوا لأنهم لو حذفوا التبس ما العين فيه
__________________
(١) تكررت بالأصل.