يخلو من أن يكون حكمه حكم كلمة واحدة ؛ فالإدغام في كلمة واحدة واجب نحو رد واحمر وحك كلمتين : فالإدغام في كلمتين جائز نحو : جعل لك ويد داود فأما لفظ الإدغام في ذلك في الفعل الماضي ؛ فإنه يقال فيه قتل بفتح القاف ، وقتل بكسرها فأما من قال : قتل بالفتح فإنه كان اقتتل فألقي فتحة التاء الأولى على القاف وانفتحت القاف فأسقط ألف الوصل وأدغمت التاء في التاء وأن من كسر فإنه لما سكن التاء اجتمع ساكنان التاء والقاف فكسرت لاجتماع الساكنين ثم أسقطت ألف الوصل لتحرك القاف ، وأما المستقبل ؛ فيقال : يقتل بفتح القاف ويقتل بفتح الياء وكسر القاف ويقتل بكسر الياء والقاف وذكر عن بعضهم وجه رابع وهو تسكين القاف مع الإدغام ، ويجمع بين ساكنين ، أما من قال يقتل بفتح الياء والقاف ؛ فإنه ألقى فتحة الياء فإنه سكن التاء الأولى ، وأدغم ولم يلحق فتحها على القاف واجتمع ساكنان القاف والتاء الأولى ؛ فكسر القاف لاجتماع الساكنين وأن من كسر الياء مع كسر القاف فإنه اتبع الكسر كما قالوا : منخر وأصله منخر ومنتن ، وأصله منتن.
وأما من سكن القاف مع الإدغام فإن وجه بمستضعف لأنه يجمع بين الساكنين وليس الأول منهما من حروف المد واللين وأكثر الناس ينكر ذلك.
قال سيبويه : وقد كسروا القاف في يقتل وقتل لأنهما ساكنان التقيا فشبه برد يا فتى يعني أن كسر دال رد يا فتى لاجتماع الساكنين.
وأنكر الفراء كسر القاف لاجتماع الساكنين وزعم أن كسرها طلبا للكسر الذي في اقتتل وحملا عليه.
وزعم أنه لو كسر لاجتماع الساكنين لجاز في يعفو ويرد يعض ويرد فرد بعض أصحابنا هذا عليه وفصلوا بين يقتل وبين يعض ويرد فقالوا : يقتل يفتعل وليس يلتبس به بناء آخر ؛ فإذا قلنا يقتل فكسرنا لا يتوهم أنه غير يفتعل ومتى قلنا بعض ويرد توهم أنه يفعل ؛ لأن في الكلام يفعل.
قال سيبويه : " لا يكون في هذا وأشباهه إلقاء الحركة على ما قبلها من الساكن".
يعني لا يكون في باب يعض ويرد ويفر وما كان عينه ولامه من جنس واحد إلا تحويل الحركة على ما قبلها ؛ لأن يعض ويرد ويفر أصله يعضض ويردد ويفرر.
وإنما ألقيت على فاء الفعل حركة عينه ولا يكون فيه غير ألقاء حركة العين على الفاء ، ولا يجوز كسره لاجتماع الساكنين ، وذلك لما ذكرناه من وقوع اللبس.
قال : وجاز في قاف يقتلون الفتح والكسر ؛ لأنه يجوز في الكلام فيه الإظهار ، والإخفاء