(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(٧٢)
الزمر : الأفواج المتفرقة بعضها في أثر بعض ، وقد تزمروا (١) : قال :
حتّي احزألّت زمر بعد زمر (٢)
وقيل في زمر الذين اتقوا : هي الطبقات المختلفة : الشهداء ، والزهاد ، والعلماء ، والقرّاء وغيرهم وقرئ : نذر منكم. فإن قلت : لم أضيف إليهم اليوم؟ قلت : أرادوا لقاء وقتكم هذا ، وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة. وقد جاء استعمال اليوم والأيام مستفيضا في أوقات الشدّة (قالُوا بَلى) أتونا وتلوا علينا ، ولكن وجبت علينا كلمة الله لأملأنّ جهنم ، لسوء أعمالنا ، كما قالوا : غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. فذكروا عملهم الموجب لكلمة العذاب وهو الكفر والضلال. واللام في المتكبرين للجنس ، لأنّ (مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) فاعل بئس ، وبئس فاعلها : اسم معرف بلام الجنس. أو مضاف إلى مثله ، والمخصوص بالذم محذوف ، تقديره : فبئس مثوى المتكبرين جهنم.
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)(٧٤)
__________________
(١) قوله «وقد تزمروا» وفي نسخة أخرى : تزامروا. وفي الصحاح : احزألت الإبل في السير : ارتفعت. (ع)
(٢) إن العفاة بالسيوب قد غمر |
|
حتى احزألت زمر بعد زمر |
«السيوب» في الأصل : السيول ، استعيرت للعطايا الكثيرة على طريق التصريحية. والغمر : ترشيح ، أى : أن طلاب الرزق قد عمهم الممدوح بالعطايا. واحزألت : ارتفعت سائرة من عنده «زمر» : أى أفواج بعد أفواج. ويروى : زمرا ، على الحال ، أى : احزألت العفاة حال كونها أفواجا متتابعة. وعلى الأول ففيه إظهار في موضع الإضمار ، دلالة على التكثير.