أو جنس النجوم. قال :
فباتت تعد النّجم |
|
في مستحيرة (١) |
يريد النجوم (إِذا هَوى) إذا غرب أو انتثر يوم القيامة. أو النجم الذي يرجم به إذا هوى : إذا انقض. أو النجم من نجوم القرآن ، وقد نزل منجما في عشرين سنة ، إذا هوى : إذا نزل. أو النبات إذا هوى : إذا سقط على الأرض. وعن عروة بن الزبير أنّ عتبة بن أبى لهب وكانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الخروج إلى الشام ، فقال : لآتين محمدا فلأوذينه ، فأتاه فقال : يا محمد ، هو كافر بالنجم إذا هوى ، وبالذي دنا فتدلى ، ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّ عليه ابنته وطلقها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، وكان أبو طالب حاضرا ، فوجم (٢) لها وقال : ما كان أغناك يا ابن أخى عن هذه الدعوة! فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره ، ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا ، فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم : إن هذه أرض مسبعة ، فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر
__________________
(١) فقد علموا أنى وفيت لربها |
|
فراح على عنس بأخرى يقودها |
قريت الكلابي الذي يبتغى القرى |
|
وأمك إذ يحدى إلينا قعودها |
فباتت تعد النجم في مستحيرة |
|
سريع بأيدى الآكلين جمودها |
فلما سقيناها العكيس تملأت |
|
مذاخرها وارفض منها وريدها |
ولما قضت من ذى الإناء لبانة |
|
أرادت إلينا حاجة لا نريدها |
للراعي النميري من بنى قطن بن ربيعة : نزل به أضياف من بنى كلاب وقد غابت إبله ، فنحر لهم ناقة من ركابهم ، فلما أصبح أقبلت عليه إبله ، فأعطى صاحب الناقة مثلها ، وأعطاه ثنية زيادة عليها ، نذمه خنزر بن أرقم من بنى بدر ابن ربيعة على ذبحها ، فأجابه الراعي بقصيدة منها ذلك. والعنس : الناقة الصلبة. وأمك : عطف على الكلابي.
ويحدى : مبنى للمجهول ، أى : يساق بالغناء له. والقعود ـ كصبور ـ : البكر من الإبل ، لأنه لا يمكن الراكب من القعود على ظهره. وروى : إذ يحدى إليك ، بدل إلينا. ولعله بعد الضيافة الآتية أو تحريف ، فباتت أمك تعد النجم ، أى : تحسب صور النجوم ، أو تحسب فقاقع المرق في الجفنة ، فاستعار لها النجم على سبيل التصريحية. أو تحسب الثريا ، لأن النجم اسم غالب عليها ، وهي سبعة نجوم : ترى صورتها في ليالي الشتاء. وقيل : المراد بالعد هنا : الظن ، أى باتت تظنا فيها. والمستحيرة : المتحيرة بامتلائها من المرق. ويروى : مستجرة لأنها تجر الناس للأكل منها والعكس : المرق الممزوج باللبن الحليب. وتملأت : امتلأت. ويروى : تمدحت ، بالدال المهملة ، أى : اتسعت من الشبع. ويروى بالمعجمة ، أى : اصطكت واضطربت. والمذاخر : مواضع الذخائر : والمراد بها المعدة والأمعاء. ويروى : خواصرها ، أى : جوانبها. وارفض : رشح وترشرش وارتعد ونفر ، ويروى : وازداد رشحا وريدها. أى : باتت تنظر النجوم في جفنة كثيرة المرق والدسم ، سريع جمود دسمها على أيدى الآكلين من برد الشتاء ، حتى إذا امتلأت بطنها ونفرت عروق عنقها وقضت لبانة ، أى : حاجة من صاحب الإناء وهو المرق واللبن : طلبت منا حاجة لا نريدها ولا نرضاها ، لأنها فاحشة وكأنه صمن أرادت معنى التضرع أو الميل أو النسبة فعداء بإلى. ويجوز أنها بمعنى من ، كما أوضحناه في آخر حرف الباء.
(٢) قوله «فوجم لها» أى اشتد حزنه. أفاده الصحاح. (ع)