وقيل : معناه وفيها الريحان الذي يشم ، وفي مصاحف أهل الشأم : والحب ذو العصف والريحان ، أى : وخلق الحب والريحان : أو وأخص الحب والريحان. ويجوز أن يراد : وذا الريحان ، فيحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه ، والخطاب في (رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) للثقلين بدلالة الأنام عليهما. وقوله (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ).
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(١٦)
الصلصال : الطين اليابس له صلصلة. والفخار : الطين المطبوخ بالنار وهو الخزف. فإن قلت : قد اختلف التنزيل في هذا ، وذلك قوله عزّ وجل (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) ، (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) ، «من تراب». قلت : هو متفق في المعنى ، ومفيد أنه خلقه من تراب : جعله طينا ، ثم حمأ مسنونا ، ثم صلصالا. و (الْجَانَ) أبو الجن. وقيل : هو إبليس. والمارج : اللهب الصافي الذي لا دخان فيه. وقيل : المختلط بسواد النار ، من مرج الشيء إذا اضطرب واختلط. فإن قلت : فما معنى قوله (مِنْ نارٍ)؟ قلت : هو بيان لمارج ، كأنه قيل : من صاف من نار. أو مختلط من نار أو أراد من نار مخصوصة ، كقوله تعالى (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى).
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(١٨)
قرئ : رب المشرقين ورب المغربين ، بالجر بدلا من (رَبِّكُما) وأراد : مشرقى الصيف والشتاء ومغربيهما.
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٢٣)
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين ، لا فصل بين الماءين في مرأى العين (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) حاجز من قدرة الله تعالى (لا يَبْغِيانِ) لا يتجاوزان حدّيهما ولا يبغى أحدهما على الآخر بالممازجة. قرئ يخرج ويخرج من أخرج. وخرج. ويخرج : أى الله عز وجل اللؤلؤ والمرجان بالنصب. ونخرج ، بالنون. واللؤلؤ : الدرّ. والمرجان : هذا الخرز الأحمر وهو البسذ. وقيل : اللؤلؤ كبار الدرّ. والمرجان : صغاره. فإن قلت : لم قال