(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧) فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٨)
الزعم : ادعاء العلم : ومنه قوله عليه السلام «زعموا مطية الكذب» (١) وعن شريح: الكل شيء كنية وكنية الكذب «زعموا» ويتعدّى إلى المفعولين تعدّى العلم. قال :
... ولم أزعمك عن ذاك معزلا (٢)
وإن مع ما في حيزه قائم مقامهما. والذين كفروا. أهل مكة. و (بَلى) إثبات لما بعد لن ، وهو البعث (وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) أى لا يصرفه عنه صارف. وعنى برسوله والنور : محمدا صلى الله عليه وسلم والقرآن.
(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٠)
وقرئ : نجمعكم. ونكفر. وندخله ، بالياء والنون. فإن قلت : بم انتصب الظرف؟ قلت بقوله : لتنبؤن ، أو بخبير ، لما فيه من معنى الوعيد ، كأنه قيل : والله معاقبكم يوم يجمعكم. أو بإضمار «اذكر» (لِيَوْمِ الْجَمْعِ) ليوم يجمع فيه الأوّلون والآخرون. التغابن : مستعار من تغابن القوم في التجارة ، وهو أن يغبن بعضهم بعضا ، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء. وفيه تهكم بالأشقياء ، لأنّ نزولهم ليس بغبن. وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من عبد يدخل الجنة إلا أرى مقعده من النار لو أساء ، ليزداد شكرا. وما من عبد يدخل النار إلا أرى مقعده من
__________________
(١) لم أجده مرفوعا بهذا اللفظ وقد تقدم في أوائل البقرة بلفظ «بئس مطية الرجل إلى الكذب زعمواه وقد تقدم عن شريح «زعموا كنية الكذب».
(٢) وإن الذي قد عاش يا أم مالك |
|
يموت ولم أزعمك عن ذاك معزلا |
يقول : وإن كل حي وإن طال عمره يموت ، ولم أظنك يا أم مالك معزالا عن ذلك الحكم أو الموت. والمعزل : مكان العزلة والانفراد ، أى : لم أظنك في معزل عنه أو ذات معزل أو معتزلة. أو نفس المقول مبالغة.