الهند (١) فقتل بها ، ووجه برأسه إلى أبي جعفر المنصور. ثم قدم بابنه محمد بن عبد الله بن محمد بعد ذلك وهو صغير على موسى بن عبد الله بن الحسن.
وابن مسعدة هذا كان مؤدبا لولد عبد الله بن الحسن. وفيه يقول إبراهيم بن عبد الله بن الحسن على سبيل التهكم به :
زعم ابن مسعدة المعلّم أنّه |
|
سبق الرّجال براعة وبيانا |
وهو الملقّن للحمامة شجوها |
|
وهو الملحّن بعدها الغربانا |
وكان ابن مسعدة سمع غرابا ينعق ، فقال له : أتلحن ويحك يا غراب؟ تقول : غاق غاق. قيل : فكيف يقول؟ قال : يقول : غاق غاق.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي ، قال : حدّثنا عمر بن شبّة ، قال : حدّثني عيسى بن عبد الله بن مسعدة ، قال :
__________________
(١) ما هنا يخالف ما في الطبري ، فقد جاء فيه «لما خرج محمد بن عبد الله بالمدينة ، وإبراهيم بالبصرة ، وجه محمد بن عبد الله ابنه عبد الله بن محمد الذي يقال له الأشتر في نفر من الزيدية إلى البصرة ، وأمرهم أن يشتروا مهارة خيل عتاق بها ، ويمضوا بها معهم إلى السند ؛ ليكون سببا له إلى الوصول إلى عمر بن حفص ، وإنما فعل ذلك به لأنه كان فيمن بايعه من قواد أبي جعفر ، وكان له ميل إلى آل أبي طالب ، فقدموا البصرة على إبراهيم بن عبد الله ، فاشتروا منها مهارة ، وليس في بلاد السند والهند شيء أنفق من الخيل العتاق ، ومضوا في البحر حتى صاروا إلى السند ، ثم صاروا إلى عمر بن حفص فقالوا : نحن قوم نخاسون ، ومعنا خيل عتاق ، فأمرهم أن يعرضوا خيلهم ، فعرضوا عليه ، فلما صاروا إليه قال له بعضهم : أدنني منك أذكر لك شيئا ، فأدناه منه وقال له : إنا قد جئناك بما هو خير لك من الخيل ، وما لك فيه خير الدنيا والآخرة. فأعطنا الأمان على خلتين : إما أنك قبلت ما أتيناك به ، وإما سترت وأمسكت عن أذانا حتى نخرج من بلادك راجعين ، فأعطاهم الأمان ، فقالوا : ما للخيل أتيناك ولكن هذا ابن رسول الله (ص) عبد الله بن محمد بن عبد الله حسن بن حسن ، أرسله أبوه إليك ، وقد خرج بالمدينة ودعا لنفسه بالخلافة ، وخرج أخوه إبراهيم بالبصرة وغلب عليها. فقال : بالرحب والسعة ، ثم بايعهم له ، وأمر به فتوارى عنده ، ودعا أهل بيته وقواده وكبراء أهل البلد للبيعة ، فأجابوه ، فقطع الأعلام البيض ، والأقبية والقلانس البيض ، وهيأ لبستة من البياض يصعد فيها إلى المنبر ، وتهيأ لذلك يوم خميس ، فلما كانوا يوم الأربعاء إذ إحراقة قد وافت من البصرة ، فيها رسول لخليدة بنت المعارك امرأة عمر بن حفص بكتاب إليه تخبره بقتل محمد بن عبد الله ، فدخل على عبد الله فأخبره الخبر وعزّاه .... ثم قال له : هاهنا ملك من ملوك السند عظيم المملكة ، وهو على شركه أشد الناس تعظيما لرسول الله ، وهو رجل وفي ، فأرسل إليه فأعقد بينك وبينه عقدا وأوجهك إليه تكون عنده فلست ترام معه ، قال افعل ما شئت ففعل ذلك ، فصار إليه فأظهر إكرامه وبره برا كثيرا ، وتسللت إليه الزيدية حتى صار إليه منهم أربعمائة إنسان فكان يركب فيهم فيصيد ويتنزه في هيئة الملوك وآلاتهم ... إلخ».