أخبرني بقصته وضرب المنصور إيّاه في الدفعة الأولى ، عمر بن عبد الله بن جميل العتكي ، قال : حدثنا عمر بن شبّة عن رجاله ، ونسخت من كتاب أحمد بن الحرث الخرّاز ذلك ولم أسمعه ، إلّا أن عيسى بن الحسين دفع الكتاب الذي نسخت هذا منه إليّ وقال لي: هذا كتاب أحمد بن الحرث.
وحدثني بقصته في المرة الأخيرة أحمد بن عبيد الله بن عمّار ، قال : حدثني محمد بن أبي الأزهر ، قال : أخبرنا عمر بن خلف الضرير ، قال : حدثتني بثينة (١) الشيبانية ، وقد دخل بعض الحديث في بعض [وسقت خبره فيه](٢) قال عمر بن شبّة في حديثه : حدثني موسى بن عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، قال :
لما صرنا بالرّبذة ، أرسل أبو جعفر إلى أبي أن أرسل إليّ أحدكم ، واعلم أنه غير عائد إليكم أبدا ، فابتدره بنو إخوته يعرضون أنفسهم عليه ، فجزاهم خيرا وقال لهم : أنا أكره أن أفجعهم بكم ، ولكن اذهب أنت يا موسى.
قال : فذهبت وأنا يومئذ حديث السن ، فلما نظر إليّ قال : لا أنعم الله بك عينا ، السياط يا غلام ، قال : فضربت ـ والله ـ حتى غشي عليّ ، فما أدري بالضرب ، ثم رفعت السياط عني واستدناني ، فقربت منه ، فقال : أتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني ، فأفرغت عليك منه سجلا ، لم أستطع رده ، ومن ورائه والله الموت أو تفتدي منه.
قال : قلت : والله يا أمير المؤمنين إن كان ذنب ، فإني لبمعزل عن هذا الأمر.
قال : فانطلق فأتني بأخويك.
قال : فقلت : [يا أمير المؤمنين] تبعثني إلى رياح بن عثمان فيضع عليّ العيون والرصد ، فلا أسلك طريقا إلّا اتبعني له رسول ، ويعلم أخواي فيهربان مني.
__________________
(١) في ط وق «نبيتة».
(٢) الزيادة من الخطية.