قال : فكتب إلى رياح : لا سلطان لك على موسى.
قال : فأرسل معي حرسا أمرهم أن يكتبوا إليه بخبري. فقدمت المدينة فنزلت في دار ابن هشام بالبلاط ، فأقمت بها شهورا (١).
قال أحمد بن الحرث في حديثه عن المدائني :
فكتب رياح إلى أبي جعفر : إن موسى مقيم يتربص بك الدوائر ، وليس عنده شيء مما تحب ، فأمره أن يحمله إليه ، فحمله ، وبلغ محمدا خبره فخرج من وقته.
قال : ووجه محمد موسى إلى الشام يدعو إليه فقتل محمد قبل أن يصل ، وقيل : إنه رجع إليه فشهد معه مقتله ، ثم هرب حتى أتى البصرة مستترا فأقام بها :
فحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار قال : حدثني محمد بن الأزهر ، قال : حدثنا عمر بن خلف الضرير ، قال : حدثتني بثينة الشيبانية ، وكانت أرضعت أحمد بن عيسى بن زيد ، والفضل بن جعفر بن سليمان :
أن موسى لما قدم من الشام إلى البصرة أتاها فنزل عندها في منزلها ببني غبر. قالت : فقلت له : بأبي أنت ، قد قتل أخواك ، وولى البصرة محمد بن سليمان ، وأنت خاله ، وليس عليك بأس. قالت فأرسل رسولا ليشتري له طعاما ، فحمله على حمّال أسود صغير من الغلمان الذين يحملون حوائج الناس ، فقالوا له : كم كراء ما حملت؟ قال : أربعة دوانيق ، فأعطوه فلم يرض فازداد حتى أعطوه أربعة دراهم ، فرضي وانصرف.
قالت : فو الله ما غسل يده من طعامه حتى أحاطت الخيل بالدار ، فلما أحس موسى بذلك جزع ، وأشرفت أنظر وقلت : ليست هذه الخيل إليكم ، هؤلاء يطلبون قوما من الدعار من جيراننا ، فو الله ما أتممت الكلام حتى وافتنا الخيل في الدار. وكان مع موسى ابنه عبد الله ، ومولى له ، ورجل آخر من شيعته ، فدخل الجند الدار ، ومع بعضهم شيء ملفوف في كساء على كفل دابة
__________________
(١) الطبري ٩ / ١٩٦.