وحمزة ، وجعفر ، والعباس ، ولم يذكر أبا بكر ، وكان في مجلسه جماعة من ولده فرأى ذلك قد شقّ عليهم فقال : وأبو بكر بعد سكوت طويل (١).
* * *
ولما قتل عنها جعفر تزوجها أبو بكر (٢) فولدت له محمدا. ثم توفى فخلف عليها علي بن أبي طالب (٣) فولدت له يحيى بن علي ، وتوفي في حياة أبيه ، ولا عقب له.
أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن الحسن (٤) ، قال : حدّثني أبو يونس محمد بن أحمد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن المنذر (٥) ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه عن الضحاك بن عثمان ، قال :
خرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب في كتيبة يقال لها الخضراء ، وكان بإزائه محمد بن جعفر بن أبي طالب معه راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب التي تسمى الجموح ، وكانا في عشرة آلاف. فاقتتلوا قتالا شديدا.
قال : فلقد ألقى الله عزّ وجلّ عليهم الصبر ، ورفع عنهم النصر ، فصاح عبيد الله حتى متى هذا الحذر؟ أبرز حتى أناجزك ، فبرز له محمد ، فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما ، ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد ، ونشب سيف عبيد الله بن عمر في الدرقة ، فتعانقا وعض كل واحد منهما أنف صاحبه فوقعا عن فرسيهما ، وحمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضا ، حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى (٦).
__________________
(١) لم يرد هذا الخبر في النسخة الخطية.
(٢) ابن سعد ٨ / ٢٠٦.
(٣) ابن سعد ٨ / ٢٠٨.
(٤) في ط ، ق «الحسين» وهو تحريف ، ويؤيد ما في الخطية ما في الأغاني ٩ / ١٦ و ٥ / ٢٢٦.
(٥) مات في سنة ٢٣٦ ه وترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.
(٦) قال المسعودي في التنبيه والإشراف ص ٢٥٩ : «وإلى هذا ذهب نساب آل أبي طالب ، وإن كانت ربيعة ننكر ذلك وتذكر أن بكر بن وائل قتل عبيد الله بن عمر».