وغلب علي عليه السلام على المعركة فأزال أهل الشام عنهما ، ووقف عليهما فقال اكشفوا [هؤلاء القتلى عن ابن أخي فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما](١) فإذا هما متعانقان ، فقال علي عليه السلام : أما والله لعن غير حب تعانقتما.
قال أبو الفرج :
هذه رواية الضحاك بن عثمان. وما أعلم أحدا من أهل السيرة ذكر أن محمد بن جعفر قتيل عبيد الله بن عمر ، ولا سمعت لمحمد في كتاب أحد منهم ذكر مقتل.
وقد حدّثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي بخبر مقتل عبيد الله بن عمر في كتاب صفين ، قال : حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم [المنقري] ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمر بن سعيد البصري ، عن أبي مخنف لوط ، بن يحيى الأزدي عن جعفر ، بن القاسم عن زيد بن علقمة عن زيد بن بدر ، قال :
خرج عبيد الله بن عمر في كتيبته الرقطاء ، وهي الخضرية وكانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر (٢) ، إذ مرّ الحسن بن علي عليهما السلام فإذا هو برجل متوسد قتيل قد ركّز رمحه / (٩) في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن عليه السلام : انظروا من هذا؟ فإذا الرجل من همدان ، وإذا القتيل عبيد الله قد قتله وبات عليه حتى أصبح ، ثم سلبه (٣) ثم اختلفوا في قاتله (٤) فقالت
__________________
(١) الزيادة من المخطوطة.
(٢) نقل ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم ١ / ٤٩٨ «... وأرسل عبيد الله إلى الحسن بن علي إن لي إليك حاجة فألقني فلقيه الحسن ، فقال له عبيد الله : إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا وقد شنئه الناس فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الأمر. فقال : كلّا والله لا يكون ذلك ، ثم قال يا ابن الخطاب والله لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك ، أما إن الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق ترى نساء أهل الشام موقفك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا. قال نصر : فو الله ما كان إلّا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله وهو في كتيبة رقطاء ، وكانت تدعى الخضرية كانوا أربعة آلاف» إلخ.
(٣) راجع ترجمة عبيد الله في الإصابة ٥ / ٧٦ ـ ٧٧ وفي المعارف لابن قتيبة ٨١ وابن أبي الحديد ١ / ٢٤٢ ، ٢٤٧ ، ٩٦ ، ٨٩٧ ، ٤٩٩ والتنبيه والإشراف ٢٥١. وفي الإصابة : «ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية ، واختلف في قاتله ، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين».
(٤) في ابن أبي الحديد ١ / ٤٩٨ : قال نصر وقد اختلف الرواة في قاتل عبيد الله.