قال أبو الفرج :
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن منصور ، قال :
ذكر محمد بن جعفر بحضرة أبي الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله ، فسمعنا أبا الطاهر يحسن الثناء عليه ، وقال : كان عابدا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما (١).
قال أبو الفرج :
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال أخبرنا يحيى بن الحسن قال : سمعت مؤملا يقول :
رأيت محمد بن جعفر يخرج إلى الصلاة بمكة في سنة بمائتي رجل من الجارودية ، وعليهم ثياب الصوف ، وسيماء الخير ظاهر.
قال أبو الفرج :
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى ، قال :
كانت خديجة بنت عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين تحت محمد بن جعفر بن محمد ، وكانت تذكر أنه ما خرج من عندهم قط في ثوب فرجع حتى يهبه (٢).
حدثني أحمد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا موسى بن سلمة ، قال :
كان رجل قد كتب كتابا في أيام أبي السرايا يسب فاطمة بنت رسول الله (ص) وجميع أهل البيت ، وكان محمد بن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شيء منها ، فجاءه الطالبيون (٣) فقرءوه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته ، فخرج عليهم وقد لبس الدرع ، وتقلّد السيف ، ودعا إلى نفسه ، وتسمى بالخلافة وهو يتمثل :
__________________
(١) تاريخ بغداد ٢ / ١١٣.
(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١١٣.
(٣) في الطبري ١٠ / ٢٣٣ «... فلما رأى حسين بن حسن ومن معه من أهل بيته تغبر الناس لهم بسيرتهم ، وبلغهم أن أبا السرايا قد قتل ، وأنه قد طرد من الكوفة والبصرة وكور العراق من كان بها من الطالبيين ، ورجعت الولاية بها لولد العباس اجتمعوا إلى محمد بن جعفر ... فقالوا له : قد تعلم حالك في الناس ، فأبرز شخصك نبايع لك بالخلافة فإنك إن فعلت ذلك لم يختلف عليك رجلان ، فأبى ذلك عليهم ، فلم يزل به ابنه علي بن محمد بن جعفر ، وحسين بن حسن الأفطس حتى غلبا الشيخ على رأيه فأجابهم ، فأقاموه يوم الجمعة بعد الصلاة ، لست خلون من ربيع الآخر ، فبايعوه بالخلافة ، وحشروا إليه الناس من أهل مكة والمجاورين فبايعوه طوعا وكرها ، وسموه بامرة المؤمنين ، فأقام بذلك أشهرا وليس له من الأمر إلّا اسمه ، وابنه علي وحسين بن حسن ، وجماعة منهم أسوأ ما كانوا سيرة وأقيح ما كانوا فعلا .....».