قال : قال الهيثم بن عبد الله الخثعمي يرثي أبا السرايا ، وذكرها ابن عمار ووصف أنه لا يعرف قائلها :
وسل عن الظاعنين ما فعلوا |
|
وأين بعد ارتحالهم نزلوا |
يا ليت شعري والليت عصمة من |
|
يأمل ما حال دونه الأجل |
أين استقرت نوى الأحبة أم |
|
هل يرتجى للأحبة القفل |
ركب ألحت يد الزّمان على |
|
إزعاجهم في البلاد فانتقلوا |
بني البشير النذير الطاهر الطّهر الّ |
|
ذي أقرت بفضله الرسل |
خانهم الدهر بعد عزهم |
|
والدهر بالناس خائن ختل (١) |
بانوا فظلت عيون شيعتهم |
|
عليهم لا تزال تنهمل |
واستبدلوا بعدهم عدوّهم |
|
بئس لعمري بالمبدل البدل |
يا عسكرا ما أقلّ ناصره |
|
لم تشفه من عدوه الدّول |
فبكّهم بالدماء إن نفد الدّم |
|
ع فقد خان فيهم الأمل |
لا تبك من بعدهم على أحد |
|
فكلّ خطب سواهم جلل |
أخوهم يفتدي صفوفهم |
|
زحفا إليهم وما بها خلل (٢) |
في فيلق يملأ الفضاء به |
|
كأنما فيه عارض وبل |
رماهم الشيخ من كنانته |
|
والشيخ لا عاجز ولا وكل |
بالخيل تردى وهنّ ساهمة |
|
تحت رجال كأنها الإبل |
والسّابقات الجياد فوقهم |
|
والبيض والبيض والقنا الذبل |
والرّجل يمشون في أظلّتها |
|
كما تمشّى المصاعب البزل |
واليزنيّات في أكفّهم |
|
كأنّما في رءوسهما الشعل |
حتى إذا ما التقوا على قدر |
|
والقوم في هوّة لهم زجل |
شدوا على عترة الرسول ولم |
|
تثنيهم رهبة ولا وهل (٣) |
فما رعوا حقّه وحرمته |
|
ولا استرابوا في نفس من قتلوا |
والله أملى لهم وأمهلهم |
|
والله في أمره له مهل |
* * *
__________________
(١) في ط وق «خائن خيل».
(٢) في ط وق «أخوهم يعتدي صفولهم».
(٣) في ط وق «يثبتهم رهبة».