بل أيها الراكب المخبر أو النا |
|
عي ابن لي لأمّك الهبل |
ما فعل الفارس المحامي إذا ما ال |
|
حرب فرّت أنيابها العصل (١) |
أأنت أبصرته على شرف |
|
لله عيناك أيها الرجل |
من فوق جذع أناف شائلة |
|
ترمي إليها بلحظها المقل |
إن كنت أبصرته كذاك فما |
|
أسلمه ضعفه ولا الفشل |
ولو تراه عليه شكته |
|
والموت دان والحرب تشتعل |
في موطن والحتوف مشرعة |
|
فيها قسيّ المنون تنتضل |
والقوم منهم مضرّج بدم |
|
وموثق أسره ومنجدل |
وفائظ نفسه وذو رمق |
|
يطمع فيه الضباع والحجل |
في صدره كالوجار من يده |
|
يغيب فيها السنان والفتل |
يميل منها والموت يحفزه |
|
كما يميل المرنّح الثّمل |
في كفه عضبة مضاربها |
|
وذابل كالرّشاء معتدل |
لخلت أنّ القضاء من يده |
|
وللمنايا من كفّه رسل |
يا ربّ يوم حمى فوارسه |
|
وهوّ لا مرهق ولا عجل |
كأنه آمن منيّته |
|
في الرّوع لما تشاجر الأسل |
في موطن لا يقال عاثره |
|
يغصّ فيه بريقه البطل |
* * *
أبا السّرايا نفسي مفجّعة |
|
عليك والعين دمعها خضل |
من كان يغضي عليك مصطبرا |
|
فإن صبري عليك مختزل |
هلّا وقاك الرّدى الجبان إذا |
|
ضاقت عليه بنفسه الحيل |
أم كيف لم تخشك المنون ولم |
|
يرهبك إذ حان يومك الأجل |
فاذهب حميدا فكل ذي أجل |
|
يموت يوما إذا انقضى الأجل |
الموت مبسوطة حبائله |
|
والناس ناج منهم ومحتبل |
من تعتلقه تفت به أبدا |
|
ومن نجا يومه فلا يئل (٢) |
* * *
__________________
(١) في ط وق «قرت أنيابها».
(٢) فلا يئل : أي فلا يخلص ، جاء في تاج العروس : «وفي حديث علي رضي الله عنه أن درعه كانت صدرا بلا ظهر ، فقيل له : لو احترزت من ظهرك ، فقال : إذا أمكنت من ظهري فلا وألت ، أي لا نجوت».