(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٧)
____________________________________
* يقتضى إتيانها (أُولئِكَ) إشارة إلى الموصول من حيث اتصافه بما فى حيز الصلة وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم فى الفضل والشرف أى أولئك الموصوفون بالصفات الجليلة (لَهُمْ) بسبب ذلك (مَغْفِرَةٌ) لما فرط منهم من بعض فرطات قلما يخلو عنها البشر (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) لا تعب فيه ولا من عليه (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) بالقدح فيها وصد الناس عن التصديق بها (مُعاجِزِينَ) أى مسابقين كى بفوتونا وقرىء معجزين أى مثبطين عن الإيمان من أراده (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ) الكلام فيه كالذى مر آنفا ومن* فى قوله تعالى (مِنْ رِجْزٍ) للبيان قال قتادة رضى الله عنه الرجز سوء العذاب وقوله تعالى (أَلِيمٌ) بالرفع صفة عذاب أى أولئك الساعون لهم عذاب من جنس سوء العذاب شديد الإيلام وقرىء أليم بالجر صفة لرجز (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أى يعلم أولو العلم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن يشايعهم من علماء الأمة أو من آمن من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وكعب وأضرابهما رضى الله عنهم* (الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) أى القرآن (هُوَ الْحَقَّ) بالنصب على أنه مفعول ثان ليرى والمفعول الأول هو الموصول الثانى وهو ضمير الفصل وقرىء بالرفع على الابتداء والخبر والجملة هو المفعول الثانى ليرى وقوله تعالى (وَيَرَى) الخ مستأنف مسوق للاستشهاد بأولى العلم على الجهلة الساعين فى الآيات وقيل منصوب عطفا على يجزى أى وليعلم أولو العلم عند مجىء الساعة معاينة أنه الحق حسبما علموه الآن برهانا ويحتجوا به على المكذبين وقد جوز أن يراد بأولى العلم من لم يؤمن من الأحبار أى ليعلموا يومئذ أنه* هو الحق فيزدادوا حسرة وغما (وَيَهْدِي) عطف على (الْحَقَ) عطف الفعل على الاسم لأنه فى تأويله كما فى قوله تعالى (صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) أى وقابضات كأنه قيل ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك الحق وهاديا (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) الذى هو التوحيد والتدرع بلباس التقوى وقيل مستأنف وقيل حال من الذى ٧ أنزل على إضمار مبتدأ أى وهو يهدى كما فى قول من قال [نجوت وأرهنهم مالكا] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) هم كفار قريش قالوا مخاطبا بعضهم لبعض (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) يعنون به النبى صلىاللهعليهوسلم وإنما قصدوا بالتنكير الطنز والسخرية قاتلهم الله تعالى (يُنَبِّئُكُمْ) أى يحدثكم بعجب عجاب وقرىء ينبئكم من الإنباء (إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) أى إذا متم ومزقت أجسادكم كل تمزيق وفرقت كل تفريق بحيث صرتم ترابا ورفاتا* (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أى مستقرون فيه عدل إليه عن الجملة الفعلية الدالة على الحدوث مثل تبعثون أو