٣٠ ـ سورة الروم
(مكية وهى ستون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (٤)
____________________________________
(سورة الروم)
مكية إلا قوله (فَسُبْحانَ اللهِ) الآية. وهى ستون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الم) الكلام فيه كالذى مر فى أمثاله من الفواتح الكريمة (غُلِبَتِ الرُّومُ) (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) أى أدنى أرض العرب منهم إذ هى الأرض المعهودة عندهم وهى أطراف الشام أو فى أدنى أرضهم من العرب على أن اللام عوض عن المضاف إليه قال مجاهد هى أرض الجزيرة وهى أدنى أرض الروم إلى فارس وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما الأردن وفلسطين وقرىء أدانى الأرض (وَهُمْ) أى الروم (مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) أى من بعد مغلوبيتهم وقرىء بسكون اللام وهى لغة كالجلب والجلب (سَيَغْلِبُونَ) أى سيغلبون فارس (فِي بِضْعِ سِنِينَ) روى أن فارس غزوا الروم فوافوهم بأذرعات وبصرى وقيل بالجزيرة كما مر فغلبوا عليهم وبلغ الخبر مكة ففرح المشركون وشمتوا بالمسلمين وقالوا أنتم والنصارى أهل كتاب ونحن وفارس أميون وقد ظهر إخواننا على إخوانكم فلنظهرن عليكم فقال أبو بكر رضى الله عنه لا يقرر الله أعينكم فو الله ليظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين فقال له أبى بن خلف اللعين كذبت اجعل بيننا أجلا أناحبك عليه فناحبه على عشر قلائص من كل منهما وجعلا الأجل ثلاث سنين فأخبر به أبو بكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزيدوه فى الخطر وماده فى الأجل فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين ومات أبى من جرح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وظهرت الروم على فارس عند رأس سبع سنين وذلك يوم الحديبية وقيل كان النصر للفريقين يوم بدر فأخذ أبو بكر الخطر من ذرية أبى فجاء به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال تصدق به وكان ذلك قبل تحريم القمار وهذه الآيات من البينات الباهرة الشاهدة بصحة النبوة وكون القرآن من عند الله عزوجل حيث أخبرت عن الغيب الذى لا يعلمه إلا العليم الخبير وقرىء غلبت على البناء للفاعل وسيغلبون على البناء للمفعول والمعنى أن الروم