(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (٦٩)
____________________________________
زعم أن له شريكا أى هو أظلم من كل ظالم وإن كان سبك النظم دالا على نفى الأظلم من غير تعرض* لنفى المساوى وقد مر مرارا (أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ) أى بالرسول أو بالقرآن وفى لما تسفيه لهم بأن لم يتوقفوا ولم يتأملوا حين جاءهم بل سارعوا إلى التكذيب آثر ذى أثير (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) تقرير لثوائهم فيها كقول من قال [ألستم خير من ركب المطايا] أى ألا يستوجبون الثواء فيها وقد فعلوا ما فعلوا من الافتراء على الله تعالى والتكذيب بالحق الصريح أو إنكار واستبعاد لاجترائهم على ما ذكر من الافتراء والتكذيب مع علمهم بحال الكفرة أى ألم يعلموا أن فى جهنم مثوى للكافرين حتى اجترءوا هذه الجراءة (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) أى فى شأننا ولوجهنا خالصا أطلق المجاهدة ليعم جهاد الأعادى الظاهرة والباطنة (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا أو لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقها لسلوكها كقوله تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) وفى الحديث من عمل بما علم ورثه* الله علم ما لم يعلم (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) معية النصر والمعونة. عنه صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين.