(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٤١)
____________________________________
بحيث يظن أن لها هناك وقفة قال [والشمس حيرى لها بالجو تدويم] أولا استقرار لها على نهج مخصوص أو لمنتهى مقدر لكل يوم من المشارق والمغارب فإن لها فى دورها ثلاثمائة وستين مشرقا ومغربا تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب ثم لا تعود إليهما إلى العام القابل أو لمنقطع جريها عند خراب العالم وقرىء* إلى مستقر لها وقرىء لا مستقر لها أى لا سكون لها فإنها متحركة دائما وقرىء لا مستقر لها على أن لا بمعنى ليس (ذلِكَ) إشارة إلى جريها وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان بعلو رتبته وبعد منزلته أى ذلك الجرى البديع المنطوى على الحكم الرائعة التى تحار فى فهمها العقول والأفهام (تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) الغالب بقدرته على كل مقدور (الْعَلِيمِ) المحيط علمه بكل معلوم (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ) بالنصب بإضمار فعل يفسره الظاهر وقرىء بالرفع على الابتداء أى قدرنا له (مَنازِلَ) وقيل قدرنا مسيره منازل وقيل قدرناه ذا منازل وهى ثمانية وعشرون الشرطين البطان الثريا الدبران الهقعة الهنعة الذراع النثرة الطرف الجبهة الزبرة الصرفة العوا السماك الغفر الزبانى الإكليل القلب الشولة النعائم البلدة سعد الذابح سعد بلع سعد السعود سعد الأخبية فرغ الدلو المقدم فرغ الدلو المؤخر الرشا وهو بطن الحوت ينزل كل ليلة فى واحد منها لا يتخطاها ولا يتقاصر* عنها فإذا كان فى آخر منازله وهو الذى يكون قبيل الاجتماع دق واستقوس (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ) كالشمراخ المعوج فعلون من الانعراج وهو الاعوجاج وقرىء كالعرجون وهما لغتان كالبزيون والبزيون (الْقَدِيمِ) العتيق وقيل هو مامر عليه حول فصاعدا (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها) أى يصح ويتسهل (أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) فى سرعة السير فإن ذلك يخل بتكون النبات وتعيش الحيوان أو فى الآثار والمنافع أو فى المكان بأن تنزل فى منزله أو فى سلطانه فتطمس نوره وإيلاء حرف النفى الشمس للدلالة على أنها* مسخرات لا يتيسر لها إلا ما قدر لها (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) أى يسبقه فيفوته ولكن يعاقبه وقيل المراد بهما آيتاهما وهما النيران وبالسبق سبق القمر إلى سلطان الشمس فيكون عكسا للأول وإيراد السبق* مكان الإدراك لأنه الملائم لسرعة سيره (وَكُلٌّ) أى وكلهم على أن التنوين عوض عن المضاف إليه الذى هو الضمير العائد إلى الشمس والقمر والجمع باعتبار التكاثر العارض لهما بتكاثر مطالعهما فإن اختلاف الأحوال يوجب تعددا ما فى الذات أو إلى الكواكب فإن ذكرهما مشعر بها (فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يسيرون بانبساط وسهولة (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) أولادهم الذين يبعثونهم إلى تجاراتهم أو صبيانهم ونساءهم الذين يستصحبونهم فإن الذرية تطلق عليهن لا سيما مع الاختلاط وتخصيصهم بالذكر لما أن* استقرارهم فى السفن أشق واستمساكهم فيها أبدع (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) أى المملوء وقيل هو فلك نوح