(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣٤)
____________________________________
بتزيينها لكم ويرجيكم التوبة والمغفرة (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) علم وقت قيامها لما روى أن الحرث بن عمر وأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال متى الساعة وإنى قد ألقيت حباتى فى الأرض فمتى السماء تمطر وحمل امرأتى* ذكر أم أنثى وما أعمل غدا وأين أموت فنزلت وعنه صلىاللهعليهوسلم مفاتح الغيب خمس وتلا هذه الآية (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) فى إبانه الذى قدره وإلى محله الذى عينه فى علمه وقرىء ينزل من الإنزال (وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) من ذكر أو أنثى تام أو ناقص (وَما تَدْرِي نَفْسٌ) من النفوس (ما ذا تَكْسِبُ غَداً) من خير أو شر* وربما تعزم على شىء منهما فتفعل خلافه (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) كما لا تدرى فى أى وقت تموت. روى أن ملك الموت مر على سليمان عليهماالسلام فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه فقال الرجل من هذا قال ملك الموت فقال كأنه يريدنى فمر الريح أن تحملنى وتلقينى ببلاد الهند ففعل ثم قال الملك لسليمان عليهماالسلام كان دوام نظرى إليه تعجبا منه حيث كنت أمرت بأن أقبض روحه بالهند وهو عندك ونسبة العلم إلى الله تعالى والدراية إلى العبد للإيذان بأنه إن أعمل حيله وبذل فى التعرف وسعه لم يعرف ما هو لا حق به من كسبه وعاقبته فكيف بغيره مما لم ينصب له دليل عليه وقرىء بأية أرض وشبه سيبويه تأنيثها بتأنيث كل فى كلتهن (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) مبالغ فى العلم فلا يعزب عن علمه شىء من* الأشياء التى من جملتها ما ذكر (خَبِيرٌ) يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة وأعطى من الحسنات عشرا بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر.