تحمل مسئولية الحفاظ على إنسانية الآخرين ، وذلك هو ما نستوحيه من حديث أمير المؤمنين عليهالسلام : «إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه»(١). وبذلك يمكن للفكرة أن تتسع لكل طاقة تملكها ، ولا يملك الآخرون مثلها ، مما يجعلك موضع حاجة الآخرين إليك ، سواء في ذلك طاقة المال والقوة والخبرة والعلم بجميع مجالاته ، فإن عليك من قاعدة إسلامك ، أن تقدمها إليهم في نطاق مشاعر الرحمة الإنسانية التي ترى في الطاقة المميزة نعمة من الله عليك ، ومسئولية تحملها لمن يحتاج إليك من دون أن تخلق عندك عقدة الفوقية التي تثير في نفسك الشعور بالاستعلاء ، لأن القضية هي أنها ملك الله وهبته ، كما أنك ملك الله وعطيّته ، فلا فضل لك في أن تعطي ملك الله لعباده. وتلك هي قصة الطاقات الحية في المجتمع المسلم ، في حركة العطاء السمح الذي تتحرك فيه المسؤولية والإنسانية والنعمة والإيمان في مسار واحد يلتقي فيه الإنسان بالله عند ما يلتقي بالحياة.
* * *
__________________
(١) البحار ، م : ٢٧ ، ص : ٦٠ ، باب : ٤ ، رواية : ٤١.