يبادرون إلى السير في الليل ليتحركوا من أجل سدّ حاجة النائمين ، فيطرقون عليهم بيوتهم ، أو يرسلون إليهم من يحمل إليهم الصدقات من موقع الاهتمام المستمر (سِرًّا وَعَلانِيَةً) تبعا للطبيعة الاجتماعية للمسألة بالنظر إلى مواقع الناس أو مواقع الخير في مناسبات الإسرار والإعلان (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لأن الله يحب عباده الذين يتحركون في حل مشاكل خلقه من أجل إيجاد التوازن الاجتماعي في الحاجات ، الذي يتحول إلى توازن عمليّ في المواقف ، وهؤلاء هم الذين يتطلعون إلى الله في كل ما يفيضون به من عطاء ، وما يقفونه من مواقف ، طلبا لما عنده من الأجر ، فلا تثقلهم خسائر الدنيا مما يفقدونه من المال في العطاء ، لأنهم يستهدفون بذلك الحصول على أرباح الآخرة في رضوان الله والوصول إلى الطمأنينة الروحية والسرور القلبي والنعيم الخالد.
* * *
ماذا نستوحي من هذه الآيات؟
وبعد ذلك كله ، ماذا نستوحي من هذه الآيات؟
إننا نلاحظ فيها إلحاحا كبيرا على قيمة الإنفاق في الإسلام في حدوده الإنسانية التي تثير في داخل الذات مشاعر الخير في علاقتها بالآخرين ، بحيث تحفظ لهم حقوقهم في العيش الكريم الذي يلتقون فيه بحاجاتهم الأساسية في نطاق التعاون الإيماني ، وتحافظ على كرامتهم في إبقاء إنسانيتهم حرّة كريمة أمام ضغوط الحرمان والحاجة إلى الآخرين. ذلك هو خط الإسلام في الحياة ، أن تعيش العطاء السمح من موقع إنسانيتك التي