في أجواء السورة
وهذه السورة ، التي يمكن أن تكون مكية من خلال الطبيعة العامة للسياق الذي يتحدث عن الضوضاء التي كان يثيرها المشركون حول اليوم الآخر وحول المؤمنين ، مما ينسجم مع الأجواء المكية ، ولكن هناك رواية رواها القمي في تفسيره عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام قال : «نزلت ، يعني سورة المطفّفين ، على نبي اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حين قدم المدينة ، وهم يومئذ أسوأ الناس كيلا ، فأحسنوا الكيل ..» (١).
لا نجد مانعا من أن تعالج السور المدنية مثل هذه المواضيع ، لا سيّما إذا كان الحديث عنها متصلا بالحديث عن أمر يتعلق بالحياة الاقتصادية للناس ، كالتطفيف الذي توعّد الله العاملين به أن يدخلهم في جهنم. ثم يدور الحديث التفصيليّ بالمناسبة عن تفاصيل النتائج السلبية أو الإيجابية في اليوم الآخر ، كما نلاحظه في هذه السورة التي أثارت الموضوع من الناحية العامة ،
__________________
(١) نقلا عن : تفسير الميزان ، ج : ٢٠ ص : ٢٦١.