عليهم حافظين ليتصرفوا معهم بهذه الطريقة ، وما ذا يحسبون أنفسهم؟
إن الآية تسخر منهم لأنهم يتدخلون في ما ليس من شأنهم ، ويتخذون لأنفسهم مركزا لا يملكونه ولا يرتفعون إليه ، فليعرفوا قدرهم ، وليقفوا عند حدّهم ، فما وكلناهم بهم ، وما أرسلناهم عليهم حافظين.
* * *
مصير الكفار يثير السخرية
(فَالْيَوْمَ) يوم القيامة الذي يقف فيه كل إنسان في موقعه الطبيعي ، في ما يستحقه من ثواب وعقاب ، وهو يوم العدل الذي يأخذ فيه المظلوم حقه من ظالمة ، (الَّذِينَ آمَنُوا) وهم منفتحون على الله متقلبون في نعيمه ، سعيدون برحمته ورضاه ، شاربون للرحيق المختوم بالمسك الممتزج بالتسنيم (مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) لأنهم استغرقوا في العاجلة وتركوا الآجلة ، فها هم محجوبون عن ربهم ، محترقون بنار الجحيم ، خاضعون لكل أساليب الإهانة والتأنيب ، فأيّة سخرية أكثر لذعا من هذه السخرية التي قد لا يحتاج الناس إلى إثارتها لتثير الضحك ، ولكن الواقع يشير إلى نفسه في عملية ضحك على المصير.
(عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) ماذا استفادوا من كل ذلك التاريخ؟ وهل حصلوا على ثواب أفعالهم؟ وأي ثواب هو هذا الثواب؟ و (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) فهل هناك إلا اللهب المتصاعد ، والأجساد المحترقة التي تتصاعد منها رائحة الشواء؟ أيّة سخرية مريرة يواجهونها في كلمة الثواب؟ وأيّ ثواب؟
* * *
من إيحاءات السورة
وهكذا نرى هذا المشهد الذي تتحرك فيه السخرية في اتجاهين ؛ في