الذي لا يسقط في ضغوط الحاضر بل يتطلع إلى انفتاحات المستقبل.
(وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) فيغمز كل واحد منهم لصاحبه بعينه ليشير إلى بعض أوضاع المؤمنين التي يستشيرون فيها السخرية ، ليضغطوا على مشاعرهم ويدفعوهم إلى الارتباك والتعقيد والخجل.
(وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) وهكذا يرجعون إلى أهلهم بعد كل هذه الوضاعة النفسية ، والحقارة الروحية ، والسقوط الأخلاقي ، وهم راضون عن ذلك كله ، مرتاحون إلى مواقفهم ، مبتهجون بما فعلوه ، فرحون بالنتائج التي وصلوا إليها ، وهم يتحدثون حديث تفكّه وأنس وحبور ، لا يشعرون بأيّ لون من ألوان تأنيب الضمير.
(وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) لأنهم يرون في ذهنيتهم المنحرفة أن الكفر يمثل خط الهدى ، وأن الإيمان يمثل خط الضلال ، من دون وعي فكريّ أو روحيّ للخط الأصيل للاستقامة ، فيخيّل إليهم أنهم على حقّ ، وأن المؤمنين على باطل ، وهذا هو العجب العجاب ، أن يتحدث الفجار عن المؤمنين بأنهم على ضلال.
* * *
لا سلطة للكفّار
(وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) من الذي أعطى هؤلاء المجرمين صلاحية إصدار الأحكام على المؤمنين؟ وما ذا يملكون من الحق الذي يبرّر لهم هذه النظرات؟ ومن هم في التقييم الإنساني ، ليجعلوا من أنفسهم قيّمين على الناس ، وعلى المؤمنين بالذات؟
إن الله ـ وحده ـ هو الذي يملك السلطة كلها ، وهو الذي يسلّط بعض عباده على بعض ، في ما يراه من صلاحهم في ذلك كله. فهل أرسلهم الله