(كادِحٌ) : ساع بتعب وعناء.
(ثُبُوراً) : هلاكا.
(يَحُورَ) : الحور : الرجوع.
* * *
في أجواء قيام الساعة
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) أي انفتحت وتصدعت بحيث فقدت تماسكها القويّ ، (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) فليس انشقاقها وانشطارها بطريقة قسريّة خارجة عن إرادتها ، بل هو الانصياع والاستسلام لأمر الله تعالى الذي له أن يفعل بها ما يشاء ، ويحرّكها كما يريد ، فلا مشيئة لها من دون مشيئته ، ولا إرادة لها أمام إرادته. فاعترفت بأنها محقوقة لربّها ، وأنها في موقع الانقياد للحقّ الذي يملكه الله تعالى على كل خلقه. إنه التعبير الكنائي الحيّ المتحرك الذي يوحي بأن للسماء عقلا وإرادة ووعيا لمقام ربها ، ولموقعها منه ، فتتصرّف من خلال ذلك ، في ما يقع فيها من أحداث تسبق لحظة القيامة ، كما تصرّفت من قبل ، وبالخضوع لطاعة الله تعالى ، وفق القوانين والسنن الطبيعية التي أودعها الله فيها وفي الأرض ، كما أودعه في الظواهر الكونية الأخرى.
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) أي اتّسعت وامتدت بطريقة تختلف عن الطريقة التي كانت عليها. وربما كانت كناية عن فقدان التماسك بالاهتزاز ، الذي يجعلها تتحرّك وتتمدّد. وتنفتح أعماقها ، فلا يبقى لها سطح يخفي ما في هذه الأعماق.
(وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) فقد احتفظت بكل هذه الخلائق التي لا تعدّ ولا تحصى في داخلها ، وبقيت على ذلك ، انقيادا لله في قوانينه العامة التي جعلتها