الحكام الجائرين والطغاة المستكبرين ، فهم لا يطيقون أن يكون هناك للإسلام قاعدة قويّة في حياة الأمة ، ولا يرتاحون لأيّة شعارات تنادي بالإيمان ، ولا لأيّة حركة تنطلق باسم الإسلام ، لأن ذلك يشكل خطرا على امتيازاتهم الطاغية ، وأوضاعهم الظالمة ، فإن الأمّة إذا عرفت دينها عرفت حقوقها ، ووعت طريقها وأهدافها الحقيقية الكبرى في ما هي قضية الإيمان المنفتح على الحرية والعدالة ، ولذلك يلاحقون المؤمنين ، ويضطهدونهم بأبشع ألوان الاضطهاد ، ليجعلوا من ذلك وسيلة ضغط عليهم فلا يزيدهم الضغط إلا صمودا ، ولا تزيدهم الملاحقة إلا إصرارا على الثبات على المبدأ وقوّة على متابعة السير.
وتلك هي قصة الصراع الدائم بين الإيمان والكفر ، والحرّيّة والاستعباد ، والعدل والظلم ، لتتحرّك كل مواقعه في اتجاه إيجاد الفرص العملية للتجربة الإيمانية الناجحة ، لتؤكد قوّتها على الثبات والاستمرار على الخط في الظروف الصعبة القاسية في أكثر من صعيد.
* * *