(تُبْلَى) : تختبر.
(السَّرائِرُ) : ما أسرّه الإنسان وأخفاه في نفسه.
* * *
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) تبدو لنا السماء بعظمتها واتّساعها وهي تشرف على الأرض ، كما لو كانت سقفا مرفوعا ، وتبرز كلمة الطّارق المأخوذة من الطرق ، وهو الضرب بشدة يسمع له صوت ، وشاع استعماله في الإتيان ليلا ، لأن الآتي في الليل يجد الأبواب مغلقة فيطرقها ويدقها ، فتثير التساؤل الذي يوحي بالاهتمام والتفخيم ، (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) ما هي طبيعته؟ وما هويته؟ فيأتي الجواب ، بأنه (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) الذي يثقب ظلام الليل بنوره. والظاهر أن المراد به أيّ كوكب من الكواكب.
* * *
الملك الحافظ الأعمال
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) وهذا هو ما أراد القسم تأكيده ، وكلمة «لما» بمعنى «إلّا» أي ما من نفس إلا وعليها حافظ يحفظ عليها أعمالها لتحاسب عليها يوم القيامة ، والظاهر أن المراد بالحافظ الملك الذي يكتب صحيفة الأعمال.
وقد احتمل صاحب الميزان رحمهالله ، «أن يكون المراد من حفظ النفس حفظ ذاتها وأعمالها ، والمراد بالحافظ جنسه ، فتفيد أن النفوس محفوظة لا تبطل بالموت ولا تفسد ، حتى إذا أحيا الله الأبدان ، أرجع النفوس إليها ، فكان