المجرّدة؟ وكيف يمكن أن يستبعد أحد من خلقه قدرته على بعض شؤون حركة الإنسان في إعادته إلى الحياة بعد الموت من جديد؟
* * *
الآية والاكتشافات العلمية
وقد تحدث بعض المختصين بأن الاكتشافات العلمية لا توافق أن يكون نشوء هذا الماء الدافق من الصلب في الرجل ، والترائب في المرأة ، لأنّ هناك من ينكر وجود منيّ للمرأة ، فضلا عن انطلاقه من ترائبها ، وإذا كان المراد بذلك بويضة المرأة التي يفرزها جسدها لتلقحها النطفة ، فإن التعبير لا يلائمها ـ أوّلا ـ ثم إن مصدرها ليس الترائب ـ ثانيا ـ فكيف نفسر ذلك؟
وإذا كنا لا نملك اختصاصا في هذا المجال ، فلا نستطيع أن نخوض في حديث علميّ تحليليّ لهذا الموضوع سلبا أو إيجابا ، ولكننا قد نلاحظ بأن الحديث عن إرادة الماء الممتزج من ماء الرجل والمرأة ، من كلمة الماء الدافق ، ناشئ من بعض الروايات التي لا تمثل سندا قطعيا ، في ما هي الحقيقة الشرعية ، كما أنّ هذا الكشف العلمي الناشئ من تأملات تجريبيّة ، لا يفيد إلّا الظنّ ، فلا يمكن لنا أن نتوقف هنا أو هناك ، لنتحفظ في الحقيقة القرآنية التي لا تصدر من تجربة ظنيّة ، بل هي وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد يكتشف الإنسان نظرية علمية جديدة تقلب موازين هذا الاكتشاف رأسا على عقب ، فتثبت بأن للمرأة ماء كما هو للرجل ، كما تتحدث عن مصدره بما لا يتنافى مع القرآن ، ومن المحتمل أن يكون المراد من الماء ماء الرجل الذي يخرج من الصلب والترائب ، إذا كانت كلمة الترائب تتسع لعظام الصدر العلوية للرجل ، كما هي للمرأة ، والظاهر أن الأمر كذلك ، ولذا احتاج التخصيص بها إلى الإضافة ، والله العالم.
* * *