الشمسية التي تنتمي إليها أرضنا هي تنظيم نادر بين مئات الملايين من المجموعات النجمية ، وأن الأرض نمط فريد غير متكرر بين الكواكب بموقعها هذا في المنظومة الشمسية الذي يجعلها صالحة للحياة الإنسانية. ولا يعرف البشر ـ حتى اليوم ـ كوكبا آخر تجتمع له هذه الموافقات الضرورية. وهي تعد بالآلاف!» (١).
ويقول العقّاد : «ذلك أن أسباب الحياة تتوافر في الكواكب على حجم ملائم ، وبعد معتدل ، وتركيب تتلاقى فيه عناصر المادة على النسبة التي تنشط فيها حركة الحياة.
لا بد من الحجم الملائم ، لأن بقاء الجو الهوائي حول الكوكب يتوقف على ما فيه من قوة الجاذبية.
ولا بد من البعد المعتدل ، لأن الجرم القريب من الشمس حار لا تتماسك فيه الأجسام ، والجرم البعيد من الشمس بارد لا تتحلل فيه تلك الأجسام.
ولا بد من التركيب الذي تتوافق فيه العناصر على النسبة التي تنشط بها حركة الحياة ، لأن هذه النسبة لازمة لنشأة النبات ونشأة الحياة التي تعتمد عليه في تمثيل الغذاء.
وموقع الأرض حيث هي أصلح المواقع لتوفير هذه الشروط التي لا غنى عنها للحياة ، في الصورة التي نعرفها ، ولا نعرف لها صورة غيرها حتى الآن» (٢).
* * *
__________________
(١) قطب سيد ، في ظلال القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ٥ ، ١٣٨٦ ه ـ ١٩٦٧ م ، م : ٨ ، ج : ٣٠ ، ص : ٤٤٨.
(٢) العقاد ، عباس محمود ، المجموعة الكاملة ، م : ١١ ، العقائد والمذاهب ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ـ لبنان ، ط : ١ ، ١٩٧٨ م ، عقائد المفكرين ، ص : ٤٢٣.