وتختم السورة الحديث عن المسؤولية الفردية في مسألة المصير ، فلن ينفعه أحد في يوم القيامة الذي يواجه فيه مسئوليته ، بحيث يفر ـ هناك ـ من أقرب الناس إليه ، لينطلق الناس في هذا الجو ، بين وجوه ضاحكة مستبشرة ، وهي وجوه المؤمنين المتقين ، ووجوه عليها غبرة ، وهي وجوه الكفرة الفجرة ..
وفي ضوء ذلك ، نلاحظ أن السورة تعمل على إبقاء الإنسان مشدودا إلى الوعي الفكري ـ الروحي ، الذي يتعمق في وعيه لذاته في عمله ، ليكون عمله منسجما مع التزامه وفي ما حوله ، مما يتعلق بوجوده ، وحركة الوجود من حوله ، في المفردات التي تحفظ له حياته ، ليبقى مشدودا إلى الله ، في إحساسه بارتباطه به في كل شيء ، فلا يغفل عنه في كل المواقع ، ولا يفكر إلّا به في خطه العملي. ثم يواجه الموقف في الخط المستقيم بالإشراف على الموقف في الآخرة ، ليوازن النتائج على هذا الأساس ، باعتبار ارتباط النتائج بالمقدمات.
* * *