النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يغيّره إلى واقع يعيش فيه الإنسان التذكرة؟ والأقرب الأول ، لأن الكلمة مسوقة للحديث عما سبقها.
(إِنَّها تَذْكِرَةٌ) وهي آيات القرآن ، التي أنزلها الله على عباده ليخرجهم من ظلمات الغفلة إلى نور التذكرة بما تفتح به عقولهم على حقائق العقيدة والكون والحياة ، ليكونوا أكثر وعيا للخالق والمخلوق ، ويتعرفوا مقام الخالق في عظمته وألوهيته ، ومقام المخلوق في عبوديته.
(فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) أي القرآن وانفتح عليه باختياره ، لأن الله لم يرد للناس أن يلتزموا بدينه من خلال الجبر التكويني ، بل أراد له أن يكون صادرا عن القناعة والمشيئة الفكرية للإنسان بالإيمان به.
(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ) والظاهر أن المراد بها كل ما يكتب فيه ، ولعل تكريمها من خلال اشتمالها على كلام الله ، في ما أنزله على رسله ، (مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ) مرفوعة في قدرها ومعناها ، مطهرة من قذارة الباطل ، أو أنها مصونة من أيدي الكافرين ، وفيه خفاء. (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) وهم الملائكة الذين ينزلون بها على الأنبياء ، وهم (كِرامٍ بَرَرَةٍ) فقد أكرمهم الله بأن جعلهم في مواقع القرب لديه ، وفي مراكز المسؤولية لإبلاغ وحيه من خلال صلاحهم وتقواهم ، فهم البررة بمعنى الصالحين المتقين.
* * *