إليه النّاس في وضع كونيّ هائل ، عند ما ينفخ في الصّور ، فيخرج النّاس من أجداثهم ليتّجهوا إلى موقف القيامة أفواجا ، وتفتح السّماء التي لا تجد فيها أيّة ثغرة ، وتسير الجبال الثابتة في صلابتها لتتحوّل إلى ما يشبه السّراب في ما يوجي به من تخييل الحقيقة بأنها وهم وخيال ، وتنفتح جهنّم للطاغين الذين أحصى الله أعمالهم عليهم بكل دقة ، والجنة للمتقين الذين استحقوا ذلك بأعمالهم في طاعة الله في خط التقوى ، عطاء من الله الذي يملك الأمر كله ، فلا يملك أحد أن يقول كلمة ، أو يتحرّك بحركة ، حتى الملائكة والرّوح الّذين يمثّلون النّماذج العالية في درجات القرب من الله.
إنّه النبأ العظيم الّذي ينظر المرء فيه إلى ما قدّمت يداه ، لأنّ العمل هو أساس الجزاء هناك ، حيث تتحرك أمنيات الكافر ليتمنّى أن يكون ترابا ..
* * *