يبذلون أيّ جهد في ذلك.
وهكذا تتمثل صورة التغيير الكوني الهائل الذي تتبدّل فيه الصور والأوضاع والمقاييس ، لتدخل عالما جديدا يختلف عن عالم الدنيا اختلافا كثيرا. ويقف الإنسان أمام ذلك كله ، ليفكر في نفسه ، وفي دوره ، وفي موقعه من كل هذا الواقع الجديد ، فيخرج من واقع الغفلة إلى عالم اليقظة والوعي العميق ، ليصل إلى النتيجة الحاسمة ، وهي أن قيمة الإنسان في هذا اليوم تساوي عمله ، فلا بد من أن يتعرف إلى حجم عمله ليعرف حجم مصيره.
(عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) أي علمت كل نفس ، آنذاك ، ما لها وما عليها من إيجابيات الماضي العملي وسلبياته ، لأنها تواجه النتائج في مستوى الأعمال ، وبذلك تقف وجها لوجه أمام الحقيقة الصارخة التي تحدّد له موقعه في الجنة أو في النار ، من خلال موقعه في خط الله أو في خط الشيطان.
* * *