ابن مسعود فشهد بدرا (١). رواه أبو داود الطّيالسيّ في «مسندة» عن حديج.
وقال عبيد الله بن موسى : أنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبيه قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن ننطلق مع جعفر إلى الحبشة. وساق كحديث حديج.
ويظهر لي أنّ إسرائيل وهم فيه ، ودخل عليه حديث في حديث ، وإلّا أين كان أبو موسى الأشعريّ ذلك الوقت.
رجعنا إلى تمام الحديث الّذي سقناه عن أمّ سلمة (٢) قالت : فلم يبق بطريق من بطارقة النّجاشيّ إلّا دفعا إليه هديّة ، قبل أن يكلّما النّجاشيّ ، وأخبرا ذلك البطريق بقصدهما ، ليشير على الملك بدفع المسلمين إليهم ، ثم قرّبا هدايا النّجاشيّ فقبلها ، ثم كلّماه فقالا : أيّها الملك إنّه قدم إلى بلادك منّا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، جاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ، ولا أنت ، فقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من أقاربهم لتردّهم عليهم ، فهم أعلى بهم عينا (٣) ، وأعلم بما عابوا عليهم ، قالت : ولم يكن أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامهم النّجاشيّ ، فقالت بطارقته حوله : صدقا أيها الملك ، قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم من دينهم ، فأسلمهم إليهما ، فغضب ثم قال : لاها الله إذن لا أسلّمهم إليهما ، ولا يكاد قوم جاوروني ، ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، حتى أدعوهم فأسألهم عمّا يقولان ، فأرسل إلى الصّحابة فدعاهم ، فلمّا جاءوا وقد دعا النّجاشيّ أساقفته فنشروا مصاحفهم ، سألهم فقال : ما دينكم؟ فكان الّذي كلّمه جعفر فقال :
__________________
(١) دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٦٧.
(٢) هي زوج النّبي صلىاللهعليهوسلم.
(٣) أي أبصر بهم.