أتعرف هذا؟ قال : ومن هو؟ قال : سواد بن قارب ، فأرسل إليه عمر فقال : أنت سواد بن قارب؟
قال : نعم.
قال : أنت الّذي أتاه رئيه بظهور النّبيّ صلىاللهعليهوسلم؟
قال : نعم.
قال : فأنت على كهانتك (١).
فغضب وقال : ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت (٢).
قال عمر : سبحان الله ما كنّا عليه من الشّرك أعظم ، قال : فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال : بينا أنا ذات ليلة بين النّائم واليقظان ، إذ أتاني (٣) فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب اسمع مقالتي واعقل ، إن كنت تعقل ، إنّه قد بعث رسول من لؤيّ بن غالب يدعو إلى عبادة الله ، ثم ذكر الشعر قريبا مما تقدّم ، ثم أنشأ عمر يقول : كنّا يوما في حيّ من قريش يقال لهم آل ذريح ، وقد ذبحوا عجلا ، والجزّار يعالجه إذ سمعنا صوتا من جوف العجل ولا نرى شيئا وهو يقول : يا آل ذريح ، أمر نجيح ، صائح يصيح ، بلسان فصيح ، يشهد أن لا إله إلّا الله (٤).
أبو عبد الرحمن اسمه عثمان بن عبد الرحمن ، متّفق على تركه (٥) ،
__________________
(١) في دلائل النبوّة «فأنت على ما كنت عليه من كهانتك».
(٢) في الدلائل «منذ أسلمت يا أمير المؤمنين».
(٣) في دلائل النبوّة «أتاني رئي».
(٤) دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٣٣.
(٥) هو الوقّاصي المالكي. انظر عنه : التاريخ لابن معين ٢ / ٣٩٤ ، التاريخ الكبير ٦ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ رقم ٢٢٧٠ ، التاريخ الصغير ١٨٥ ، الضعفاء الصغير ٢٧٠ رقم ٢٥٠ ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ٣٩٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ١٥٧ رقم ٨٦٥ ، الضعفاء والمتروكين