شعاب مكة ، وهو يقول : أحد أحد. حديث صحيح (١).
وقال هشام الدّستوائيّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرّ بعمّار وأهله ، وهم يعذّبون ، فقال «أبشروا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة» (٢).
وقال الثّوريّ ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان أوّل شهيد في الإسلام أمّ عمّار سميّة ، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها (٣).
وقال يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنّ أبا بكر أعتق ممّن كان يعذّب في الله سبعة ، فذكر منهم الزّنّيرة ، قال : فذهب بصرها ، وكانت ممّن يعذّب في الله على الإسلام ، فتأبى إلّا الإسلام ، فقال المشركون : ما أصاب بصرها إلّا اللّات والعزّى ، فقالت : كلّا والله ، ما هو كذلك ، فردّ الله عليها بصرها (٤).
وقال إسماعيل بن أبي خالد وغيره : ثنا قيس قال : سمعت خبّابا يقول : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو متوسّد برده في ظلّ الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدّة شديدة فقلت : يا رسول الله ألا تدعو الله ، فقعد وهو محمرّ
__________________
(١) أخرجه ابن ماجة ١ / ٥٣ في المقدّمة (١٥٠) ، وأحمد في مسندة ١ / ٤٠٤ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ٥٦ وفي مجمع الزوائد : إسناده ثقات ، رواه ابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق عاصم بن أبي النجود ، به.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٨٨ وقال : صحيح على شرط مسلّم ولم يخرّجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٣ ونسبه للطبراني.
(٣) انظر طبقات ابن سعد ٨ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، والاستيعاب لابن عبد البرّ ٤ / ٣٣٠ ، وأسد الغابة لابن الأثير ٥ / ٤٨١ ، والإصابة لابن حجر ٤ / ٣٣٤ رقم ٥٨٥ ، وقال الإمام أحمد : حدّثني وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : «أول شهيد كان في أول الإسلام استشهد أم عمّار سميّة ، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها ، وهذا مرسل. ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٩ ، والنويري في نهاية الأرب ١٦ / ٢٣١.
(٤) دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٥٧ ، نهاية الأرب ١٦ / ٢٣٠.