لي ، قال : أمّا عيسى ففوق الرّبعة ، عريض الصّدر ، ظاهر الدّم ، جعد الشّعر ، تعلوه صهبة ، كأنّه عروة بن مسعود الثقفيّ ، وأمّا موسى فضخم ، آدم ، طوال ، كأنّه من رجال شنوءة ، كثير الشعر ، غائر العينين ، متراكب الأسنان ، مقلّص الشفتين ، خارج اللّثة ، عابس ، وأمّا إبراهيم ، فو الله لأشبه النّاس بي خلقا وخلقا (١) ، فضجّوا وأعظموا ذلك ، فقال المطعم : كلّ أمرك كان قبل اليوم أمما ، غير قولك اليوم ، أنا أشهد أنّك كاذب! نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرا ، أتيته في ليلة!
وذكر باقي الحديث (٢) ، وهو حديث غريب ، الوساوسي ضعيف تفرّد به (٣)
(م) (٤) ثنا محمد بن رافع ، ثنا حجين بن المثنّى ، نا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد رأيتني في الحجر ، وقريش تسألني عن مسراي ، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبّتها ، فكربت كربا ما كربت مثله قطّ ، فرفعه الله لي ، انظر إليه ، ما يسألوني عن شيء إلّا أنبأتهم به ، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلّي ، فإذا رجل ضرب (٥) جعد ، كأنّه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلّي ، أقرب النّاس به شبها عروة بن مسعود الثّقفيّ ، وإذا إبراهيم قائم يصلّي أشبه النّاس به صاحبكم ـ يعني نفسه ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فلمّا فرغت من
__________________
(١) في (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) : ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة احمر ...
وأنا أشبه ولد إبراهيم به ...
(٢) انظر بقيته في عيون الأثر ١ / ١٤٢.
(٣) انظر عنه : الضعفاء الكبير للعقيليّ ٤ / ٢٢ رقم ١٥٧٧ ، المغني في الضعفاء ٢ / ٥٥٥ رقم ٥٢٩٣ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٤٨١ رقم ٧٢٢٢ ، لسان الميزان ٥ / ٧٧ رقم ٢٥٢.
(٤) اختصار للإمام مسلّم.
(٥) أي خفيف اللّحم ممشوق مستدق. على ما في (النهاية).