في صاحبك ، يزعم أنّه أسري به اللّيلة إلى بيت المقدس! قال : أو قال ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : لئن قال ذلك لقد صدق ، قالوا : وتصدّقه! قال : إنّي لأصدّقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمّي أبو بكر الصّدّيق (١).
وقال معتمر بن سليمان التّيميّ ، عن أبيه ، سمع أنسا يقول : حدّثني بعض أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ليلة أسري به مرّ على موسى وهو يصلّي في قبره. وذكر الحديث (٢).
وقال عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الفقيه ، ويونس ، وغيرهما : حدّثنا ابن وهب ، حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن الزّهريّ ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص ، عن أنس بن مالك قال : لمّا جاء جبريل إلى رسول الله صلّى الله عليهما وسلّم بالبراق ، فكأنّها أمرّت ذنبها (٣) ، فقال لها جبريل : مه يا براق ، فو الله إن ركبك (٤) مثله ، وسار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإذا هو بعجوز على جانب الطريق ، فقال : «ما هذه يا جبريل»؟ قال له : سر يا محمد ، فسار ما شاء الله أن يسير. فإذا شيء يدعوه متنحّيا عن الطّريق يقول : هلمّ يا محمد ، فقال جبريل : سر يا محمد ، فسار ما شاء الله أن يسير ، قال : فلقيه خلق من الخلق ، فقالوا : السّلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر ، فردّ السلام ، فانتهى إلى بيت المقدس ، فعرض عليه الماء ، والخمر ، واللّبن ، فتناول اللّبن ، فقال له
__________________
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٢ ـ ٦٣ وقال هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرّجاه.
وتابعه الذهبي في تلخيصه ، ورواه النويري في نهاية الأرب ١٦ / ٣٠٢.
(٢) رواه مسلّم (٢٣٧٥) في الفضائل ، باب من فضائل موسى عليهالسلام ، والنسائي ٣ / ٢١٥ في قيام الليل ، باب ذكر صلاة نبيّ الله موسى عليهالسلام ، وأحمد في المسند ٣ / ١٢٠.
(٣) في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٨٥ «ضربت أذنيها».
(٤) في تهذيب تاريخ دمشق «ما ركبك».