جبريل : أصبت الفطرة ، ولو شربت الماء لغرقت أمّتك وغرقت ، ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمّتك ، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء ، فأمّهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم تلك اللّيلة ، ثم قال له جبريل : أمّا العجوز فلم يبق من الدّنيا إلّا ما بقي من عمر تلك العجوز ، وأمّا الّذي أراد أن تميل إليه ، فذاك عدوّ الله إبليس ، أراد أن تميل إليه ، وأمّا الذين سلّموا عليك فإبراهيم ، وموسى ، وعيسى (١) (٢).
وقال النّضر بن شميل ، وروح ، وغندر : أنا عوف ، ثنا زرارة بن أوفى قال : قال ابن عبّاس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لمّا كانت ليلة أسري بي ، ثمّ أصبحت بمكة ، فظعت بأمري (٣) ، وعلمت بأنّ النّاس يكذّبوني ، قال : فقعد معتزلا حزينا ، فمرّ به أبو جهل ، فجاء فجلس فقال كالمستهزئ : هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم» ، قال : ما هو؟ قال : «إنّي أسري بي اللّيلة» ، قال : إلى أين؟ قال : «إلى بيت المقدس» ، قال : ثمّ أصبحت بين أظهرنا! قال : «نعم» ، قال : فلم ير أنّه يكذّبه مخافة أن يجحده الحديث ، فقال : أرأيت إن دعوت إليك قومك أتحدّثهم بما حدّثتني؟ قال : «نعم» ، فدعا قومه فقال : يا معشر بني كعب بن لؤيّ هلمّ ، فانتقضت المجالس ، فجاءوا حتى جلسوا إليهما ، فقال : حدّثهم ،
__________________
(١) روي هذا الحديث بالسند المذكور عن أنس في تفسير الطبري ، وتفسير ابن مردويه ، ودلائل البيهقي ٢ / ١١٣ ـ ١١٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٨٥ ، وانظر الخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ١٥٥ ـ ١٥٦.
(٢) كتب هنا في حاشية الأصل «أنبأنا عن ابن كليب ، عن ابن بيان ، أنا بشر ابن القاضي ، ثنا محمد بن الحسن اليقطيني ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أبو عمير بن النحاس ، ثنا الوليد ، حدثني الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة قال : رئي عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس يبكي فقيل : ما يبكيك؟ فقال : من هاهنا حدّثنا رسول الله أنه رأى ملكا يقلّب جمرا كالقطف. إسناده جيّد».
(٣) أي اشتدّ عليّ وهبته. (النهاية).