فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي أسري بي اللّيلة» ، قالوا : إلى أين؟ قال : «إلى بيت المقدس» ، قالوا : ثمّ أصبحت بين ظهرينا (١)! قال : «نعم» ، قال : فمن بين مصفّق وواضع يده على رأسه مستعجب للكذب زعم ، قال : وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد ، فقال : هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فذهبت أنعت ، فما زلت حتى التبس عليّ بعض النّعت ، قال : فجيء بالمسجد حتى وضع دون دار عقيل أو عقال. قال : فنعتّه وأنا انظر إليه» ، فقالوا : أمّا النّعت فقد والله أصاب (٢).
ورواه هوذة (٣) عن عوف.
مسلّم بن إبراهيم : ثنا الحارث بن عبيد ، ثنا أبو عمران ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بينما أنا قاعد ذات يوم ، إذ دخل جبريل (٤) ، فوكز (٥) بين كتفيّ ، فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطّائر ، فقعد في واحدة ، وقعدت في أخرى ، فارتفعت (٦) حتى سدت الخافقين ، فلو شئت أن أمسّ السماء لمسست ، وأنا أقلّب طرفي فالتفتّ إلى جبريل ، فإذا هو لاطئ (٧) ، فعرفت فضل علمه بالله (٨) ، وفتح لي باب السماء ورأيت النّور
__________________
(١) كذا في الأصل و (ع) وفي مسند أحمد : (ظهرانينا).
(٢) أخرجه أحمد في مسندة ١ / ٣٠٩.
(٣) في الأصل «هودة» ، والتصويب من تهذيب التهذيب ١١ / ٧٤ رقم ١١٦ وهو هوذة بن خليفة بن عبد الله البكراوي البصري الأصمّ.
(٤) في دلائل النبوّة ، ونهاية الأرب «دخل عليّ جبريل».
(٥) الوكز : الضّرب بجمع الكفّ ، وهنا ضرب تلطّف ومحبّة ، أو سبب قيام وخفّة ، كما في شرح الشفا.
(٦) في دلائل النبوّة «فسمت وارتفعت» ، وفي نهاية الأرب «فنمت».
(٧) أي لاصق بالأرض من هيبة الله تعالى وشدّة الخشية من كمال عظمته. وفي دلائل النبوّة ونهاية الأرب : «حلس لاطئ».
(٨) في دلائل النبوّة ، ونهاية الأرب «بالله عليّ».